بمناسبة مرور مئة عام على ولادة الأديب السوري عبد السلام العجيلي ، وثلاثة عشر عاماً على رحيله ألقى الأديب جمال السلومي محاضرة بعنوان «محاضرة مع العجيلي» في رابطة الخريجين الجامعيين تناول السلومي فيها سيرة حياة وأدب العجيلي .
بداية عرفنا المحاضر السلومي على علاقته بالأديب العجيلي «حيث عاش لسنوات في مدينة الرقة ، وهناك تعرف على الدكتور عبد السلام العجيلي الطبيب والأديب, الذي أفنى زهرة شبابه ولفترة زمنية طويلة كطبيب في الرقة على الرغم من الإغراءات الكثيرة ليصبح طبيباً في العاصمة أو مدينة كبيرة أو في إحدى العواصم العربية ، لكنه آثر أن يخدم أبناء مدينته , فيكتشف أمراضهم , ويداوي جراحهم ، وقد آمن الناس بعلمه , وطبَّه …فهو قادر حسب زعمهم على الشفاء من غير دواء بكلمة صادقة يقولها.فكانت عيادته ملتقى للأدباء والمرضى على حد سواء,و خصص العجيلي وقته للناس ، يجتمع بهم ، ويستمع إلى معاناتهم بصدر رحب , ويعمل على حلّ مشاكلهم ، ويمدُّ يدَّ العون لكل ذي حاجة . وقد ألف خلال مسيرته الأدبية أكثر من أربعين كتاباً , ترجم معظمها إلى العديد من لغات العالم ( الفرنسية ، والروسية , والسويدية ، والأرمنية والألمانية , والتشيكية .
شهادة معاصريه
يبين المحاضر آراء معاصريه فيه ويستشهد برأي الاديب أمجد آل فخري في كتابه (وقائع مهرجان الأديب عبد السلام العجيلي الأول للرواية العربية )، لقد جعل من الرقة إحدى عواصم الرواية العربية ، فاحتفلت به قلماً مبدعا ً اتسع طيفه ليكسر الحواجز وحلق بعيداً مشكلاً حالة نادرة في العبور للإنسانية والعالمية ….) وهو الذي كان نائبا في البرلمان عن مدينة الرقة في عام 1947، كما كان وزيراً للثقافة والإعلام والخارجية عام 1962، والتحق بجيش الإنقاذ عام 1948, وحمل السلاح للتصدي للاحتلال الصهيوني …. قيل عن العجيلي عبارة صديقه الشاعر نزار قباني : عبد السلام العجيلي , أروع بدوي عرفته الصحراء , وأروع صحراوي عرفته المدينة عندما قبل العجيلي أن يشغل منصب الوزير في الخارجية والإعلام والثقافة عام 1962لم يكن ذلك رفضاً منه لمشروع الوحدة وإنما كان يبحث مع الباحثين عن عودة صحيحة للوحدة على أسس متينة غير قابلة للتصدع وغير جائرة.
لمحة تاريخية
يتطرق المحاضر السلومي للمحة تاريخية عن حياة العجيلي فيبين أنه ولد أواخر تموز 1918 ورحل عن عالمنا بتاريخ 5 نيسان 2006 . بدأ العجيلي دراسته في الرقة , وفيها نال الشهادة الابتدائية عام 1929 ثم انتسب لتجهيز حلب , غير أن مرضاً غريباً مجهولا ألمَّ به أقعده عن متابعة الدراسة لأربع سنوات , وقد أتاح له هذا الانقطاع الانصراف إلى القراءة والاطلاع على كل ما وقع بين يديه من كتب دينية وتاريخية… ولما عاد للمدرسة أجرى سبراً للمعلومات مكنه من استدراك ما فاته , وقد اكتشف مقدرته على تلقي الأدب.
… في عام 1938التحق بجامعة دمشق وأنهى دراسة الطب فيها عام 1945 أما كيف بدأ الكتابة ؟ فكانت كتاباته مزيجاً ما بين محاولات التعبير عما يجول في خاطره,والتقليد لما كان يقرأ . و بدأ بمحاولة تأليف تمثيلية حول قصة تاريخية جرت أحداثها في ضواحي الرقة , ثم بدأ بكتابة قصة بوليسية لكثرة ما فتن بالروايات البوليسية , وعندما قرأ آلام فرتر لـ (غوتيه) بدأ بكتابة مذكرات شخصية , وقد بدأ في سن مبكرة بنظم مقاطع ظنها شعراً إلى أن انتبه إلى أن للشعر قوانين ونظماً وأسساً.
أول الغيث قصة بدوية
يتطرق المحاضر لبدايات العجيلي الأدبية ويبين أن أول ما نشر للعجيلي كان عبارة عن قصة بدوية بعنوان (نورمان )نشرت في مجلة الرسالة المصرية الذائعة الصيت التي كان يصدرها الزيات , وقد نشرها تحت اسم مستعار (ع.ع)وذلك عام 1936 كما نشر العديد من القصائد , والقصص , والتعليقات في (مجلة المكشوف)اللبنانية , وكل ذلك بأسماء مستعارة إلى أن اكتشف الأستاذ سعيد الجزائري هذا الطالب الذي كان يدخل المسابقات الأدبية , فيفوز بها دون أن يتقدم لتسلم جائزته.
الوظائف التي شغلها العجيلي
يقول العجيلي لم انتسب إلى أية وظيفة من وظائف الدولة , ولكنني عملت في الحقل العام كسياسي حيث مثلت الرقة كنائب في البرلمان عام 1947, وتوليت وزارة الثقافة والخارجية والإعلام عام 1962.
رحلات العجيلي
يتطرق المحاضر لرحلات العجيلي الادبية التي أغنت ذائقته وفكره فرحلات العجيلي لا تعدُّ ولا تحصى وقد زار كل أصقاع العالم تقريباً شرقه وغربه و جنوبه وشماله … كتب العجيلي الشعر والقصة والرواية , والمقالة , والمقامات , كما حاضر في جميع المجالات العلمية والطبية والسياسية , وقدم العديد من الكتب , وله صولات وجولات في الأدب الساخر , كما له في أدب الحرب باع طويل وقد استشهد بالكثير من الشعر …
المزيد...