إذا كان الخبز يغذي الجسد فإن الكتاب يغذي الروح ,ولأن الحرب الظالمة التي فرضت علينا خلال ثماني سنوات كانت في بعض جوانبها حرب هوية ثقافية من هنا يتوجب علينا الاهتمام أكثر بالكتاب ودعمه مثل دعم رغيف الخبز تماماً واليوم تشهد مديرية الثقافة معرضاً للكتاب تباع فيه الكتب بنصف ثمن الغلاف وهي من مطبوعات وزارة الثقافة والهيئة السورية للكتاب .وكذلك هناك معرض للكتاب في كلية الآداب في جامعة البعث بالتعاون مع فرع اتحاد الكتاب في حمص وكتب المعرض من إصدار اتحاد الكتاب العرب وأيضاً هناك حسومات مغرية على سعر الغلاف في هذا المعرض ولكن إذا كان سعر الغلاف 1500ل س فهذا يعني أن نصف المبلغ سيكون ثمناً للكتاب ونحن نعيش في ضائقة مادية بسبب العقوبات الاقتصادية التي أرخت بظلالها على كل شيء وجعلت من عادة اقتناء الكتب حتى لو كانت بنصف الثمن عادة للمترفين فقط …اللهم إلا الإصدارات القديمة التي كانت بسعر زهيد إذا ما قيس بالتضخم الاقتصادي الذي حدث خلال الحرب,وما أود طرحه هو أن يكون هناك دعم للكتاب والكتّاب معاً خاصة وأن دور النشر تعاني من إفلاس حيث المنظومة الثقافية جزء من الحياة العامة تتأثر حتما بما يخيم علينا من أزمات ,وتحقيق النصر الثقافي لا يقل أهمية عن تحقيق النصر العسكري فانتصار ثقافة الحياة والأمل ضد ثقافة الجهل والحقد والظلام هو تعزيز للإنتصار الذي حققه الجيش العربي السوري وهو انتصار حقيقي في تربية جيل قادم وضع مخلفات الحرب الثقافية وراءه ويتطلع لمستقبل مشرق.
ميمونة العلي
المزيد...