تؤدي وسائل التواصل الاجتماعي , وتقنيات العالم الافتراضي , لعب أدوار ضمن مصطلح ” المجتمع الالكتروني ” وعوالمه , وواقع المنصات الفضائية كبير الدور في استحواذ أكبر قدر من مساحة خصوصية المرء حيال واقع تجاوز حيزه بما سار عليه فرداً عبر سلالة بشرية مدى تعاقب عصور , ومسار أزمنة في معطى وجود ومرد ذاك الاتساع , والانتقال من حيز ماهية فطرية ومكتسبة قوامه ما درج عليه واقع الهوية الثقافية والاجتماعية والقيمية وما إلى ذلك من عادات وتقاليد و أعراف ونواميس .. بما تؤكد واقع الهوية بمجموع مدخلاتها ومخرجاتها ما بين نظرية وتطبيق , معارف وسلوك , ومستويات معرفية ومهارية وقيمية فإن واقع ما تؤديه لغة الواقع المتعولم المعيش حالاً راهناً فإن ثمة تشتت , وكثير من تباينات أخذت تحاول الإمساك بناصية الفرد من الاستغراق بالخاص في كينونته إلى الاستغراق بالعام في انغماسه عبر معطيات الحتمية التكنولوجية والأقمار الصناعية والألياف الضوئية , والمحطات الفضائية التي أضحت بواقع لسعيها وجهاً آخر كقوة ناعمة لقوة متعددة الصور من مشاريع استعمارية إلى هيمنات اقتصادية واعتماد القوة قواعد وتحالفات , وتداخلات تحت أقنعة لشعارات براقة في معسول الكلام إلى تبصّر واقع قديمه حال حاضره نهب وسلاح وكذب وخداع , فاهتمام ذاك الغرب المتأمرك بكل ما درج به ويدرج به واقعاً ما ليس خافياً على أحد … إنه تأجيج الصراعات وتزييف الحقائق وممارسة التضليل الإعلامي ,واعتماد تكرار الأخبار المسيسة ضمن مفهوم ” مبدأ ” الإفاضة و التكرار ” بغية تحقيق التأثير في صوغ الأخبار وجعلها حاضرة في الذهن ليبقى الواقع تربة خصبة لتوتر دائم , وانشغال المرء بقضايا تُفرض عليه فرداً ومجتمعاً , يتعثر سعي المرء والمجتمع في أي نوع من نهوض , ولتغدو الانشغال بأبسط أبجدية العيش واقعاً , والمستفيد هو المستعمر و أدواته ومشاريعه ومخططاته هكذا بعض من واقع اهتمام لدى الدوائر الاستعمارية , وهناك ما هو أكثر بحق الشعوب الحرة , والمجتمعات التي تنشد التطور والتقدم بحذاقة العقل علوماً , والوجدان قيماً , ووعي الفعل الإنساني قيمة سامية كبرى وما واقع التواصل الاجتماعي عبر وسائله , وبرمجيات تطبيقاته وفضاءاته المتنوعة إلا سبيل آخر يفعل فعله في مواطن حسن الاستخدام توظيفاً لوعي المعرفة في حقيقة أن الإنسان مسكون بالعصر والعصر مسكون به , و أن الزمن يختصر غنى معارف وخبرات وتجارب ضمن مركزية نوعية الأداء في براعة الإفادة والتوظيف الإيجابي , وهذا يخدم المرء ذكاءات متعددة ويحاكي ميولاً واتجاهات منوعة , وضمن وعي الأهداف والقناعات الراقية يكون سواء السبيل نحو ما يحقق الفائدة المرجوة فيغدو الاهتمام طاقة كسب في فضاء أوسع خلاف الاهتمام الذي بقصد التسلية ومواكبة الأمور الإجرائية أو التأثير السلبي حيال أمور موجهة من مواقع إعلامية , إعلانية مرجعيتها دراسات وبحوث نفسية و سلوكية , وتلاعب بالعقول ضمن تسيس مدروس موجه لكن كل ذلك يتلاشى أمام وعي صقيل الإدراك , منيع الاختراق , متجذر بثوابت الثقافة بقيمتها الوطنية والاجتماعية , وجوانب الحياة في أرومة أصالتها هوية انتماء , ودوام مثابرة و إنتاج , وتحصين إرادة قوامها كل غالٍ ونفيس معنى الحياة إنه الاهتمام الذي لن تنال منه الحياة في ” دائرة طباشيرها ” جذباً إلى أكثر من اتجاه , بل ترى المرء قامة وقيمة في مسار ساميات قيم , وشامخات أهداف ورائعات مساكب من وشائج وجدانية في حمية التواصل يبعث الدفء مواقد اصطلاء في الحنايا والضلوع جمال محبة , وسعادة لقاء إنسان بإنسان من دائرة الأسرة فالزمالة والعمل كل مكان ومقام حسن تواصل يؤكد قضايا الحياة الخاصة والعامة من حيثيات الأسرة إلى المجتمع حوار خبرات متراكمة , ومثاقفة معاصرة واعية ليصير الاهتمام مساندة نفسية و أخرى اجتماعية تبادل وجهات نظر وتصورات ورؤى لوحة فسيفساء أسرية مجتمعية قيمية تجمع التليد والطريف , ميدانها التربية ثقافة وقيم و أصالة ونبوغ سلوك أمام عالم متعولم , وثقافات فرعية أو ثقافة مضادة فالاهتمام تعزيز مستمر ومكافأة تثري أياً كان نوعها لأن الاهتمام تفضيل جمالي لغنى إدراك يلامس التفاصيل كلها بصورة تكون الأبهى .
نزار بدّور