نقطة على السطر … الموظف على الرف !!!

يقف المرء أحيانا حائرا جراء مايحدث أمامه ,لما يحمله من تناقضات لدرجة يسأل نفسه ترى لماذا يحدث هذا؟؟ وهل وصلنا لمرحلة عدم المبالاة إلى هذا الحد ؟؟

أسئلة كثيرة تطرح نفسها أمام المعنيين بأحوال الموظف في بلدنا وأهمها لماذا وضع الموظف على الرف ؟؟؟

إن حال الموظف هذه الأيام يرثى لها فهل يعقل أن راتبه الحالي الذي بات في ظل الظروف المعيشية الحالية لايقيه العوز ولايسد حاجته الأساسية ولا يؤمن لقمة عيشه ؟؟؟

للأسف إن راتب العاملين في الدولة بدءا من الفئة الأخيرة حتى الأولى لا يطعمهم وأفراد أسرتهم سوى بضعة أيام !!!

الحقيقة المرة هي تزايد أسعار مختلف متطلبات الإنسان الحياتية الغذائية وغير الغذائية بشكل جنوني وفي فترة قياسية لم نعتد عليها سابقا مع ثبات في الراتب ونتيجة لذلك أصبح لايساوي قروشا بالمقارنة مع الأسعار الحالية لمختلف المواد, بمعنى آخر لايتناسب مع متطلبات الحياة “لا من قريب ولا من بعيد ” لأن الهوة أصبحت كبيرة ومخيفة بين الرواتب والأسعار !!

المشكلة الأساسية التي تواجهنا جميعا اليوم هي عدم استقرار الأسعار وثباتها عند حد معين فهي في حركة تصاعدية متواصلة يقابلها ثبات مرعب في الرواتب والأجور!!

أمام الواقع الصعب الذي وصلنا إليه , ماذا فعلت الجهات المعنية ؟؟؟

لاشك أن الجهات المعنية لم تواكب التطورات المتسارعة في هذا المجال رغم محاولاتها الكثيرة فهي لم تستطع وقف زحف ارتفاع الأسعار من جهة ومن جهة أخرى ساهمت بشكل أو بآخر في زيادة الأسعار من خلال التدخل المحدود الذي ساهم أيضا في مباركة زيادة الأسعار وإقرار السعر الجديد للمواد مع اختلاف ووجود فارق بسيط ” لايسمن و لايغني من جوع” !!

المضحك المبكي في الأمر أن مؤسساتنا العامة واكبت موجة غلاء الأسعار فركبت الموجة بسرعة وسارعت لتعديل ورفع أسعار العديد من المواد بالإضافة لزيادة قيمة كافة الرسوم بمختلف أشكالها وأنواعها…في حين لم تول أي اهتمام براتب موظفها متناسية وضعه ووضع أسرته المعيشي ومتطلباته اليومية .

تحسين الرواتب والأجور للعاملين في المؤسسات الرسمية بات ضرورة وحاجة ملحة فرضها واقع جديد لمواكبة تطورات الحياة وما آلت إليه مهما كانت أسباب ذلك ونحن الآن لسنا في صدد الحديث عن هذه الأسباب لأن شرحها يطول ويطول , لكن المهم بمكان هو تحقيق التوازن بين الأسعار والأجور لردم الهوة الحالية التي باتت تشكل عبئا ثقيلا على ذوي الدخل المحدود وإلا ستزداد شيئا فشيئا لتصل لمرحلة يصعب علاجها.

العروبة – محمود الشاعر

 

 

 

المزيد...
آخر الأخبار