حديث الزيتون …

تجري هذه الأيام عمليات جني محصول الزيتون في مختلف أرجاء بلدنا الحبيب ولقطاف الزيتون طقوس جميلة اعتاد عليها مزارعو هذه الشجرة المباركة , ومن أجملها تلك الأحاديث المتنوعة التي تدور مابين المشاركين في قطاف شجرة الزيتون وهي تتوسطهم بمشهد رائع وجميل يحيطونها بكل محبة ورعاية كأنها الأم الحنون التي تعطي بسخاء دون مقابل ولا تبخل على أحد من أبنائها فالجميع عندها بمنزلة واحدة .

اللافت في الأمر أن العمل في جني المحصول  يتم على شكل مجموعات بهدف إنجاز العمل في الوقت المناسب لأنه يعقب ذلك مرحلة جديدة وهي عصر الزيتون في المعاصر التي غدت معظمها حديثة ومنتشرة في مختلف أرجاء المحافظة ولعملية العصر أيضا طقوس رائعة تبدأ لحظة وصول المزارع بمحصوله إلى المعصرة حتى استخراج مادة الزيت أو يدور الحديث  حول واقع العمل والإنتاج ونسبة استخراج الزيت من الزيتون والخوض في أسباب تدني أو ارتفاع النسبة وكل يدلي بدلوه ورأيه وهنا تسمع أراء مختلفة ونصائح وإرشادات متنوعة .

في الحقيقة الحديث عن واقع شجرة الزيتون في بلدنا ذو شجون كثيرة تبدأ من المصاعب والمنغصات التي يتعرض لها المزارعون وأهمها ارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل جنوني خاصة أجور الفلاحة وقلة وغلاء الأسمدة ولن نسهب هنا .. فالقائمة تطول وباتت معروفة للقاصي والداني .

للأسف الشديد المزارع اليوم يجد نفسه مضطرا في كثير من الأحيان للوقوف مكتوف الأيدي عاجزا لا يستطيع فعل أي شيء لأشجاره الخيرة  بسبب هول ارتفاع التكاليف والمستلزمات “مكرها أخاك لابطل ” وبالتالي نجده حائرا مكبلا لايستطيع إيلاء هذه الشجرة العناية والاهتمام اللازم لأنه في حقيقة الأمر غير قادر في ظل الظروف الراهنة ومصاعب الحياة الكثيرة على إحاطة محصوله بالعناية والاهتمام , كيف ذلك وهو لا يكاد يستطيع تأمين لقمة عيش أسرته اليومية وبالتالي يترك الأمر للحظ وللظروف .

شجرة الزيتون ثروة وطنية لاتقدر بثمن وجميع شروط نجاحها متوفرة لدينا وتشكل موردا اقتصاديا هاما يساهم بدفع عجلتنا الاقتصادية للأمام في حال نالت الرعاية اللازمة من الجهات المعنية بالقطاع الزراعي أما في حال تركناها على حالها ولم نعرها الاهتمام بالتأكيد سوف نخسر ثروة وطنية وهامة .

العروبة – محمود الشاعر

 

المزيد...
آخر الأخبار