أجد , في بداية هذه الزاوية , أن عليّ أن أعترف أنني لست ناقداً تشكيلياً , وأن اهتمامي بالفن التشكيلي , لاسيما الحركة التشكيلية الحمصية , هو وليد اهتمام شخصي سيما وأن علاقة صداقة تربطني بالكثير منهم – ومنهن – باعتبار أن الفنانات التشكيليات لهن حضور في المشهد الفني الحمصي .
إن الكتب التي صدرت عن الحركة التشكيلية السورية أقل من عدد أصابع اليد الواحدة , وهي تركز على أعلام الفن التشكيلي السوري ورواده أمثال ( نعيم إسماعيل , نذير نبعة , فاتح المدرس , ممدوح قشلان , محمد غنوم , فيصل العجمي , صبحي شعيب .. الخ ) .
وهذا معناه أن أكثر من تسعين بالمائة من الفنانين التشكيليين لم يعرّف بهم وهذا يعني الحاجة الماسة لمعجم للفنانين التشكيليين السوريين .. مرفقاً بصور بعض أعمالهم الشهيرة ..!!
هذه الأفكار وغيرها , داهمتني وأنا أزور معرض الفنان إميل فرحة , رئيس فرع نقابة الفنانين التشكيليين في حمص وهو فنان مجتهد وله حضوره في المشهد التشكيلي, وقد تعمدت أن أسأل بعض زوار المعرض عن هذا الفنان فكانت الإجابات بالنفي , أنهم لايعرفونه من قبل , عدا بعض الزوار وهم قلة الذين قالوا بأنهم قد سمعوا باسمه أو يعرفونه .
المشهد الثقافي الحمصي , يفتقر إلى ناقد تشكيلي واحد كما يفتقر إلى الناقد الأدبي , عدا ثلاثة نقاد أدب وهنا نشير إلى التغطيات الصحفية للمعارض الفنية التي تقوم بها صحيفة العروبة من خلال صفحة أسبوعية مخصصة للفنون , وهي تغطي هذا الجانب ولكن هذا لا يكفي لابد من ندوات ومحاضرات يقيمها فرع اتحاد الفنانين التشكيليين على هامش كل معرض فني …
نقول هذا مع تقديرنا للفنانين رواد الحركة التشكيلية الحمصية : صبحي شعيب , فيصل العجمي , رشيد شما , بسام جبيلي رحمهم الله .
ومنذ أشهر فقدت الحركة التشكيلية الحمصية اثنين من أعضائها هما : المرحوم أحمد رحال الذي اشتهر بلوحاته التي تمثل الحياة الريفية والفنان مصطفى عيسى رئيس نقابة الفنانين التشكيليين بحمص سابقاً وعضو مجلس الشعب سابقاً , والمدهش أن موقعاً نقل خبر وفاة عيسى و ذكر أنه عضو سابق في مجلس الشعب و لم يذكر أنه فنان تشكيلي .. مما يعني أن الحضور الاجتماعي والإعلامي للفن التشكيلي عندنا شبه غائب .. هل نعود لطرح فكرة إحداث متحف للفن التشكيلي بحمص .. وإقامة ندوات عنه …
ربما نحتاج إلى هذا دائماً ..!!
عيسى إسماعيل