أقامت جامعة البعث كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالتعاون مع فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب ندوة حوارية بعنوان « قراءة في سبل مواجهة تحديات ما بعد الحرب» ترافقت مع معرض لمطبوعات اتحاد الكتاب العرب أدار الجلسة الاولى الدكتور عصام كوسى حيث تضمنت مشاركة الدكتور جودت ابراهيم بعنوان «أخلاقيات ما بعد الحرب».
رغم كل الأبحاث والنظريات التي حاولت أن تضع ادبيات للحروب دون جدوى فأين ذهبت آراء وأفكار رواد المدرسة «الأخلاقية» سقراط وأفلاطون وأرسطو وتوما الأكويني والكثير غيرهم ممن أجمعوا على ضرورة وجود أخلاق فاضلة في الحروب يلزم اتباعها لذاتها. ومنها ما قرره الفيلسوف جان جاك روسو في كتابه الشهير «العقد الاجتماعي» ، غير أن أفكار أنصار مدرسة «الواقعية» في السياسة يبدو أنها اليوم تطغى على غيرها من المدارس كالمدرسة «المثالية» (Idealism) مثلًا التي رفض أتباعها مفاهيم توازن القوى وسباق التسلح واستخدام القوة، وأكدوا على التزامهم بالأخلاق العامة والمتعارف عليها في المواثيق الدولية المختلفة. فمدرسة السياسة الواقعية تتمسك بأن الاعتبارات الأخلاقية لا علاقة لها بأي اعتبارات في الحرب، معتبرة عالم السياسة والعلاقات الدولية حقلًا للقوة ، وهو الفكر الذي أسسه المؤرخ الإغريقي ثوسيديديس في كتابه «تاريخ الحرب البلوبونيزية » ودعمه الفيلسوف الإيطالي نيكولو مكيافيلي في كتابه «الأمير» في بدايات القرن السادس عشر. وبالنظر إلى الواقع الذي نعيشه اليوم يتعين علينا أن نسأل أنفسنا: أيٌّ من المدرستين انتصر؟ المدرسة «الأخلاقية/ المثالية» أم مدرسة «السياسة الواقعية»؟
هشاشة البنية الفكرية في المجتمعات العربية
– أما مشاركة الأستاذ عطية مسوح المعنونة ب «رؤى فكرية للمرحلة المقبلة » بين فيها أن الأحداث التي جرت في الأعوام الأخيرة دلّت على هشاشة البنية الفكريّة في المجتمعات العربيّة, وأنّ الشعارات الكبرى التي طرحت على امتداد عقود كانت ضعيفة التأثير في النفوس والعقول.، وعلينا دراسة ذلك والنظر بدقة إلى دروس الحرب كي نستخلص ما يحدد توجهاتنا الفكرية للمرحلة المقبلة. وركز على نقاط أساسية أهمها رفع كل ما يسهم في رفع مستوى التذوق الجمالي ويسمو بالنزعة الإنسانية لتعزيزالثقافة الوطنية من أجل بناء عقول شباب لا يعتادون السلبية في التفكير.
اللغة المسرحية يجب أن تكون فصحى
أما مشاركة المسرحي «فرحان بلبل « بعنوان «المسرح ودوره في تعزيز اللغة العربية» أكد فيها أن اللغة ترمم العلاقات الإنسانية والثقافية في مجتمع ما بعد الحرب ، في عام 1969ما بعد الحرب أنشئ مهرجان دمشق للفنون المسرحية ،وكان من شروط المهرجان أن تكون المسرحيات المقدمة باللغة الفصحى ولم يقبل أي عرض غير ذلك سواء كان النص مؤلفاً أو مترجماً ومقتبساً ، أما الشرط الثاني أن يتناول النص إحدى قضايا العرب الكبرى كقضية فلسطين و نكسة حزيران وما نتج عنها فكان هذا التواشج مع الأمل طابعه اللغة العربية الفصحى ثم بدأت الفصحى تغيب ليحل محلها العامية ،فاليوم الأقطار العربية جميعها تقدم أعمالها المسرحية باللغة العامية لذلك سميت فترة الستينات والسبعينات مرحلة الازدهار العظيم ، فكانت النصوص فيها تهاجر من بلد لبلد ,وقدمت مسرحياتنا في أغلب أنحاء الوطن العربي حيث الهموم والآمال والطموح المتشابهة .. ، ولكي نعيد للغة الفصحى ألقها يجب على المخرجين أن يقدموا نصوصاً باللغة الفصحى مهما كان نوعها عربية أو أجنبية أو مترجمة بهدف تقديم ثقافة إنسانية فالعامية مهما كانت رفيعة لن تحقق الغاية .