من منا لم يزر المعارض الفنية التي تقام في مركز صبحي شعيب للفنون الجميلة ؟ من منا لم يحتس فنجان القهوة في حديقته المتواضعة التي يعرش فيها النبات عشوائيا ويلف بوروده المكان حيث يجتمع أهل الموسيقا والفنانون التشكيليون وأدباء ومسرحيون وغيرهم من مدينة حمص وضيوفها و يرافق جلسات النقاش صوت المطربة القديرة فيروز .
هذا المركز حمل اسم صاحبه ومؤسسه الفنان صبحي شعيب الذي ولد في مدينة دمشق عام 1909 والذي ظهرت ميوله الفنية مبكرا ،اكتشفها الفنان عبد الحميد عبد ربه فتخرج صبحي من دار المعلمين بدمشق ,وفي عام 1933 كُلف بتدريس الفنون في حمص وحماة و تعرف على الفنان الفرنسي ميشليه وعملا في رسم الأشخاص والطبيعة .
استقر في مدينة حمص ودرّس في ثانوياتها ودار المعلمين حتى تقاعد عام 1967 وقد سمي عضوا في المجلس الأعلى لرعاية الأداب والفنون .
أسس مركزا للفنون التشكيلية عام 1963والذي سمي باسمه فيما بعد .
استطاع صبحي أن يؤسس حركة فنية ليشكل دائرة الفن بالتعاون مع فنانين وهواة وجمهور و كان يشتري لوحات طلابه تشجيعا منه لهم
كان مهذبا خلوقا محبا للناس والحياة . انعكست هذه المحبة وهذه الأخلاق في لوحاته ورسم الطبيعة والناس المكافحين البسطاء .
أهم لوحاته التي عبر فيها عن الحياة الاجتماعية والفوارق الطبقية لوحة (خطأ في التوزيع) ولوحة (العودة للقرية) التي نال عليها الجائزة الأولى في معرض الفنانين السوريين عام 1950 في المتحف الوطني في دمشق.
رسم عدة لوحات فنية طبيعية صامتة مستخدما الألوان بجرأة بالغة فظهرت براعته في دراسة الملمس ومتانة التكوين و استطاع أن يقود الناظر ببراعة في التحليق مابين السماء والأرض والنور والظل .
شارك في معرض بيروت مع 80 فناناً من سورية ولبنان عام 1940 ومعرض في ثانوية جودت الهاشمي عامي 1945 -1946 وشارك في مهرجان الشبيبة ببرلين عامي 1951- 1955 ومعرض الشبيبة في وارسو 1966ولكنه اصيب بمرض السرطان عام 1969 وتوفي عام 1974 في الولايات المتحدة الامريكية .
حتى هذه اللحظة لايزال المكان يعبق برائحة فنه وأعماله من خلال المعارض الفنية التي تقام الواحد تلو الآخر فقد شكل الفنان صبحي شعيب جسرا ربط بين جيله والجيل الذي تلاه.
عبير منون
المزيد...