السردية في ديوان “لماذا تركت الحصان وحيدا” لمحمود درويش في رابطة الخريجين والجامعيين

قدمت الدكتورة روعة الفقس محاضرة بعنوان السردية في ديوان لماذا تركت الحصان وحيدا للشاعر محمود درويش في رابطة الخريجين الجامعيين بحضور جمهور من الأدباء والمهتمين ومتابعي الأنشطة الثقافية .

و أوضحت د. الفقس أن ديوان لماذا تركت الحصان وحيدا الصادر عام 1994 بعد اتفاقية أوسلو يسرد حكاية التشرد والرحيل ، ليكون شاهدا على تشرد الشعب العربي الفلسطيني ، ويتألف الديوان من ستة أقسام رئيسة وأشارت المحاضرة إلى أن من يقرأ الديوان يجد السرد طاغ عليه، الذي أصبح ظاهرة بارزة في هذا الديوان وقالت : السرد يعني اصطلاحا الطريقة التي تروى بها القصة و السردية أداة من أدوات التعبير الإنساني بمعنى أنها ليست مقتصرة على الشعر ، وأوضحت أن الشعر يقوم على التكثيف والإيحاء والإشارة ، بينما السرد يقوم على الاسترسال والتتابع والشعر لغته تصويرية انزياحية تحقق الوظيفة الشعرية بينما السرد وظيفته إخبارية تحقق الوظيفتين التعبيرية والافهامية .

ثم انطلقت من فرضية تقول إن الديوان كله قصيدة واحدة تحكي قصة الشعب العربي الفلسطيني الذي طرد بعد عام 1948 ،وتوقفت عند البنية السردية من خلال السارد والمسرود والمسرود له ، وقالت إن الشاعر يقوم بسرد القصة ليكشف للمتلقي عن أبعادها الظاهرة والمضمرة ، وماذا سيحدث في المستقبل .

وأضافت إن المسرود هو الديوان الشعري الذي يروي قصة الشعب الفلسطيني في المنفى كافة ، والمسرود له هو الابن في النصوص الشعرية كلها الذي يتطور بعد ذلك ليشمل الجيل الفلسطيني الآن وفي المستقبل وهي رسالة من محمود درويش لكل الشعب العربي الفلسطيني ليتشبث بالأرض . ورأت أن محمود درويش منح النص الشعري تعددية بالأصوات دفعت النص إلى التوتر الدرامي كما دفعت بالأحداث للتطور رويدا رويدا وتوقفت عند مفردة الريح التي لها معانٍ سلبية والرياح لها معانٍ ايجابية ،فعندما استخدم كلمة الريح أشار إلى أن الشعب الفلسطيني سائر إلى الضياع إلى المنفى وهنا تتحلى شعرية المفارقة إلى أن أحدا لم يقله من المهاجرين الفلسطينيين آنذاك ، وهي قراءة للواقع الفلسطيني والعربي والعالمي بعد 1948 . وتوقفت عن ثلاث ملاحظات في الديوان : 1-جاء خاليا من الاستطراد والحشو والكلام الذي لا فائدة منه لأنه ديوان شعري وهذا أفاد بتماسك النص الشعري. 2- الأحداث الموجودة في الديوان واقعية بل اقرب من الواقعية والنص الشعري لا يحيل إلا إلى نفسه والصورة تولد اللغة ولا واقعية في النص الشعري  3- يجد المتلقي تناغما وانسجاما بين العناصر الجمالية.

وختمت بالقول : السرد عمل على إثراء التجربة الشعرية وعلى تماسكها وعلى الرغم من استفادة محمود درويش لهذه التقنية بقي الشعر شعرا بما فيه من مفارقة ولغة تصويرية انزياحية مكثفة وبما فيه من إيقاع موسيقي بنوعيه الداخلي والخارجي .

عبد الحكيم مرزوق

المزيد...
آخر الأخبار