لعل جملة من المشاعر والأحاسيس تختلط وتتداخل فيما بينها عند صعودك باص نقل داخلي إن كان على الخطوط الداخلية للمدينة أو حتى الخارجية . وأعتقد أن جميع تلك المشاعر لا علاقة لها بالراحة أو السعادة بل تكاد تكون قريبة من شعور الإنسان بالإحباط كونها تلامس إنسانيته …فباصات النقل الداخلي باتت حافلات لحشي وتكديس الركاب .. جلوساً ووقوفاً لا مشكلة .
أما حركة الركاب في طريق أنهكه الزمن والحرب فحدث ولا حرج …! بدءاً من الانحناء للأمام أو الخلف أو ملامسة الجلوس أو حتى السقوط…؟!
ولو جالت عيناك في وجوه الركاب لقرأت في كل منها قصة تسرح بخيالك في تفاصيلها .. فهذا موظف وذاك طالب وآخر عسكري وذاك زائر أو مريض .. وما إلى ذلك … يقصدون المدينة لغاية ما .. ويكونون من المحظوظين لو قدّر لهم أن يجلسوا بمقعد طيلة الطريق ويشرد الذهن بين وجه راكب و آخر,وتستفيق وتنفض رأسك عند سماع صوت السائق مذكراً بضرورة دفع الأجرة لمن نسي أو تناسى ؟ حتى تصل مبتغاك بعد رحلة جلت فيها وجوهاً متعبة من هموم الحياة ولكل قصته وهمومه … إضافة إلى حرب أرخت بظلالها فأثقلت كاهل الجميع دون رحمة ..
نبيلة إبراهيم