أصيغ إحساسي المتعاطف مع ورثة المتقاعدين كتابة في مقال ألهمت بكتابته من خلال حوار عابر مع منتظري شيكات الراتب على أبواب مؤسسة التأمين والمعاش والذين يعبرون عن ألم الانتظار والازدحام كل عام في رحلة الحصول على الدفاتر وما يتطلبه ذلك من السعي والركض بين أروقة دوائر السجل المدني لاستخراج بيان عائلي أو وثيقة غير موظف ،تتفقدهم فيها الحكومة إن كانوا لا يزالون على قيد الحياة أم على قيد البطالة يواجهون خلالها موظفين يتقاعسون عن مد يد المساعدة حتى لمواطن طاعن في السن يتلقفه شارع ويستلمه آخر يكاد يغفو في وسيلة النقل بعد يوم طويل متعب ليتناغم تعب الحصول على الدفاتر مع ألم استخراج البيان العائلي ووثيقة غير موظف ليحصل أخيراً على راتب ضعيف يطل عليهم خجلاً ،فيحكون قصة القهر التي لا تنتهي في حياتهم الطويلة الشاقة ،استمعت إلى شكواهم وأنا الشاكية علّي أخفف من أوجاع وقواسم مشتركة تسودها الإحباط الذي أحالهم إلى غرف الإسعاف وهم القادمون على شتاء بارد تتسابق فيه جميع السلع مع سرعة الضوء في ارتفاع سعرها خاصة مادة المازوت عمود الشتاء ونجمها الأشهر والذي لن ينعمون فيه أسوة بجميع المواطنين بشتاء دافئ في غرف لن تشتعل فيها النار بل الكمية الموزعة لا تغري بإشعال مدفأة .
لتكثر الشكاوى التي لم تعد تجدي نفعاً ولا تجد آذاناً صاغية تتولد فيها ألف صورة لهموم جديدة متجددة محتملة الحدوث خشنة الملمس ،نعيش على أمل بوعود كاذبة بتوفر المازوت المدعوم أو تخفيض سعره ولم تصل رسائله بعد لكل الأسر بل لقلة قليلة لنجده يحلق أكثر فأكثر على الرغم من توفره في السوق السوداء ..ننحني لموجات رياح الغلاء علها تمر بأقل الخسائر الممكنة …
هي في النهاية سطور مكتوبة ربما لا يهتم بأمرها سوى فقراء تزايدت أعدادهم وتكاثرت وسط تطنيش الجهات المعنية .
عفاف حلاس