الإدارة فن وخبرة وحكمة وقرار صائب… فلم تكن الإدارة ، قديماً ولا حديثاً تسرعاً وطيشاً ومحسوبيات وتكبراً وتجبراً .. نقصد الإدارة بالمعنى الإيجابي المفترض .
والإدارة المدرسية ، كما أرى ويرى كثيرون من أخطر أنواع الإدارة، هنا لا توجد مواد وصناعة ومخرجات مادية للعملية التربوية، بل مخرجات معرفية.. المدير ومن يعاونه والموجهون وغيرهم مؤتمنون على أبناء الوطن .. وعلى حسن سير العملية التعليمية, وقد درجنا على القول: إن (مدير المدرسة) هو قائد تربوي، وأن التلاميذ أو الطلاب هم بمثابة أبناء له ..!!.
كان تعيين مدير لمدرسة ما ، يأخذ وقتاً ، من الدراسة ويؤخذ في الحسبان سنوات الخبرة ، والمسيرة التعليمية والمهنية ويعرض على لجان ثلاثية، تقول رأيها بصراحة في أغلب الأحيان، ويكون لنقابة المعلمين دور وللجهات الوصائية ولمدير المعارف ثم التربية ، فيما بعد رأي .. فكان قرار تعيين مدير مدرسة يأتي في أغلب الأحيان ناضجاً ، لأن المدير رأس العملية التربوية ، والمشرف العام على حسن سيرها واليوم بعض القرارات بهذا الشأن تأتي متسرعة ثمة مديرون لم يمض على دخولهم سلك التعليم سوى سنوات قليلة !!..فكيف وصلوا إلى مركز / مدير مدرسة / ؟!!
وثمة مديرون ، ليسوا أكفاء علميا ً في مجال اختصاصهم فعملوا جاهدين للتخلص من إعطاء الدروس في الصف إلى الجلوس في الإدارة أو أمانة السر أو التوجيه؟!!.
ما يحصل أيضاً أحياناً من نقل مفاجئ لمدير مدرسة إلى مدرسة أخرى أو إعفائه من مهمته، دون سبب مقنع، يؤثر على العملية التربوية ويجعلها غير مستقرة .
في بعض البلدان لا يستمر المدير أكثر من أربع سنوات وإذا كان ناجحاً في عمله ، ينقل إلى مدرسة أخرى كمدير لأربع سنوات أخرى فقط ثم يعود إلى عمله في التدريس، عندنا قد يستمر المدير عشرات السنين، وقد يستمر عدة أشهر ، أو سنتين ثم يجد نفسه منقولا ً..؟!! والتفسير عند أصحاب القرار الذين يبررون أنه (ضعيف إدارياً ) .. .. وكان الله في عون أبنائنا الطلاب ..
كلمة أخيرة لأصحاب القرار … فكروا جيداً بالمصلحة العامة بعيداً عن المصلحة الشخصية ..
عيسى إسماعيل