فئة اليافعين من أكثر الفئات مظلومية من حيث التأليف الأدبي وربما أن هذا السن المحير ترك بصماته حتى على عالم الأدب لذلك قلة قليلة من الأدباء تتصدى لهذه المرحلة العمرية في التأليف والإبداع ومنهم الكاتب القصصي المعروف جمال قاسم السلومي في إصداره الموسوم بـ :”أحلام قوس قزح” وهو مجموعة قصص لليافعين تتحدث عن المشاكل التي تعترضهم ونظرتهم للأمور وكيفية العلاج ,وقد أهدى الكاتب السلومي قصصه هذه بالقول: “إلى كل الأطفال المتطلعين إلى مستقبل مشرق ,يحثون أقدامهم للسير نحو ومضة أمل ..إلى فتيان اليوم وشباب الغد ورجال المستقبل أهدي “أحلام قوس قزح “.
والجميل في هذه المجموعة القصصية أنها تدور في أجواء المدارس و جاءت من خضم الحدث وهي تقترح الحلول وجميعها على لسان وليد طالب المدرسة ذي التسع سنوات من خلال مواقف تحدث إما في المدرسة أو في الشارع أو في البيت فقصة المقلمة تتحدث عن وليد الذي ادعى فقدان مقلمته في اليوم الأول للمدرسة وكيف تمكن الأستاذ من كشف هذا الادعاء واعتذار وليد من فعلته .وفي القصة التي تحمل عنوان المجموعة “أحلام قوس قزح “وليد طالب مدرسة يعمل في توصيل طلبات البيوت من خضار وفواكه قبل ذهابه للمدرسة ليعود بالنقود لخالته زوجة أبيه وذات يوم ماطر كان حمله ثقيلا استغرق وقتاً أطول في إيصال الطلبات ولم يتمكن من معرفة الوقت فالغيوم تغطي السماء ركض بسرعة عائداً إلى البيت لكن سيارة دهسته فمات .وغيرها الكثير من القصص الواقعية بلغة شائقة ماتعة عرف بها القاص السلومي .
والمجموعة القصصية تتألف من واحد وعشرين قصة استهلكت 115صفحة من القطع المتوسط ,والجدير بالذكر أن القاص جمال قاسم السلومي من مواليد حمص 1958عمل مدرساً للغة العربية في مدارس الرقة وحمص يكتب القصة القصيرة للكبار والصغار له ثلاث مجموعات قصصية منشورة ,عضو اتحاد الكتاب العرب جمعية القصة ومشارك نشيط في منابر حمص الثقافية .
ميمونة العلي