تحية الصّباح..  نشوة الطّرب شجنٌ

تتقد في خواطرنا مشاعر , وتتناغم فيها أحاسيس , وتتسع عواطف تتماهى فيما بينها ما بين مدّ وجزر , فنراها جُذاً تصطلي في مواقد عوالمنا ضروباً , و أفانين تستجمع ما خلت به السنون , وما يوقعه الواقع المعيش , وما تشرع به التمنيات مضفورة بعبق شائق صوب ما تطمئن إليه النفس في مرايا الروح, ومطالع النباهة في أبهاء العقل الحصيف لدى المرء , وكينونته , والحياة ومداها   وفي خضم ذلك كله تنهض فتية حيثياتُ العاطفة والمشاعر و الأحاسيس , فتارة تقيم لحضورها مباهج تهزج بها نفوسنا سعادة , وتارة أو تارات تروح بنا نحو عرزال , ما بين سرح الآفاق ولحاظ العيون نظرات ثمة ما يطيف في المآقي من دفء لمثخنات جراح , أو بعض حبات ترتعش بها الأهداب , لتكون أبلغ حيال تفاصيلَ قد تبدو المفردات كالحة في قوة التعبير عنها قياساً بتلك التي أومأت بها رموش , وقد تهادت تؤدة رزانة على خد صقيل   حيث معطيات الحياة ما بين ذاتية وموضوعية عبر ثنائية حيز مادي ومعنوي سعة زمالة مصير ما بين الإنسان والحياة اتساع أعمار تتالي ولادات , وديمومة أعصر متعاقبة حيث تحديات لم تغادر المرء مسار تليد بطريف تعاقب أزمنة .

هو هذا الوجد الحاضر باغتباط لكل ما ينشد سكينة وهدوة حال ما بين لحظة وضع و أنة نزع في سلامة عيش ومعنى بناء يسمو صروحاً من الإنسان إلى حيث مداميك العمران في جوانب الحياة رقي تواصل , وتثاقف حضارات فيكون الفرح ويكون ” الطرب ” بمعناه الذي يفيض سعادة صفاء سحاب يجتهد في فضاء أزرق لكأنه براءة الطفولة في أحضان مساكب الورود   وهو الوجد الذي يثملنا في مواقد الروح , وفطانة العقل عندما نتأمل تفاصيل عبارات تختزن دسماً معرفياً تحتضنه الأيام حكمة بعد حكمة و في أنماط السلوك نجده رقياً يحاكي كل لطف في كياسة شمائل فتنفح دواخلنا أضمومات وشائج موشاة بإيماءة رأس لمنتج معرفي لعبارات تكوثرت دلالات , و أنماط سلوكية في تواضعها عمّرت قيمة إنسان لإنسان  فترانا نعيش جزالة اللحظة بلاغة ” طرب ” شوق جفن بليل لارتعاشات خفر يرسم معنى الدفء لخاطر يقوى بخاطر فيكون ” الطرب ” وقدة وجد هزت صاحبها بما يشاطر ” الطرب” ما بين فرح في مكان وشفيف حزن في آخر  فدسم الطرب بيان التأمل العميق في جدية وقار تعبير يتنفس صدق حرفة وهواية ودراية , وولادة فكرة , وابتكار أفكار ورؤى تتوجها حكمة لعميق إحساس و غنى عاطفة ونبوغ تفكير في إرادة عقل يشرق أصباحاً ثراء عطاء , وجمال حيوية تلفظ كل قيد يعافه كل منطق  وكذلك في منعرجات الدروب ووقع الحاجيات ما بين ظروف وصروف و إنسان يخجله وهن في ضعف تمثّل لما يجب أن يكون , فتراه صنو النفيس قدراً فيأتيك طرب يهز المرء من الأعماق تقديراً واعتزازاً , وصيرورة فرح يستوطن الحنايا والضلوع , وما بين ما يريده المرء على الدوام وما يلقاه من حسن حال في وعي أو سلوك يتماهى الفرح وشفيف الحزن إرادة عاطفة هي هذا الإنسان الذي يرى وجوده في عيني ذاته وعيون الآخرين مرايا صقيلة تنبض بالحياة , وقد هزها طرب سعادة إنسان لوعي وجمال وسلوك وقد اختمر الطرب نبيذاً معتقاً في جرار الأيام وأسفار الحياة يثمل حضوره هامشاً ومتناً أكثر من دلالة تطرز أروقة دروب تحث الخطا مواكب يتنضر بها كل بوح أخاذ يعرف كيف يوقع بصمَتَهُ وشماً على مهاد النقاء ملعب شعاع يفيض نوراً على نور .

نزار بدّور

 

المزيد...
آخر الأخبار