نقطة على السطر ..جرعة تفاؤل

ألا تشعر بأنك تستطيع الخروج من همومك في لحظة ما ، إذ تحدثنا كثيراً عن الجشع والطمع والغش والغلاء لدى كافة الفئات الاجتماعية والفعاليات التجارية ، لكننا نقول في مشهد آخر” إذا خليت خربت” لنشهد وجود بعض آخر يملك ما يملكه من نبل الأخلاق والإنسانية والطيبة ، فذاك طبيب يداوي مريضاً مجاناً مع إعطائه بعض الأدوية بعد أن علم بحاجته وعوزه ، عائلات لا تملك قوت يومها ومع ذلك تدعوك لتشاركهم الطعام وتقول لك ” خير الله كثير “..
تمر بمزارعين يجنون ثمار حقلهم من فواكه وخضراوات يقولون لك وأنت المار بقرب أرضهم ” كلوا من خيرات أرضنا المعطاء ” ، لتدب في الأرض البركة.

شخص ما يوقف سيارته الخاصة أمام حشد من المنتظرين لوسيلة نقل لينقلهم إلى مكان عملهم بطيبة خاطر نماذج كثيرة للبساطة والعفوية تجعلك تعيد النظر بأشياء كثيرة أتعبتك ، ضايقتك ، أشعرتك بالتشاؤم ، لكنك بتلك النماذج المضيئة تعود إلى ذاتك مشتاقاً بعد طول هجر ، لتفجر كل القنابل الموقوتة التي كانت تسكنك .. نعم هناك أشياء عظيمة وفعاليات خيّرة ككفالة اليتيم والأسر المعوزة تمتد إليهم يد الخير تظهر أمام ناظريك في لحظة لتغير نمط تفكيرك وتريح نفسيتك بدل الانحدار بها إلى الحضيض ..فمهما ادلهم الليل وتكالبت عليك قوى الهم والغم ، المهم ألا تفقد قدرتك على الأمل ومواصلة العمل للوصول إلى ما تريد ..

والأهم أن تقتنع أن غداً سيشرق نهاراً جديداً يطل عليك بمفاجآت جميلة تستطيع بعدها إعادة ترتيب حياتك لتنتقل من عالم صعب إلى عالم آخر أكثر ليونة وأقل قساوة ،فالحياة لا تخلو من الحلاوة والمرارة ،الجمال والبشاعة ،حتى لا تنتفي أسباب السعادة والتفاؤل ،ففي الأفق لحظات تتقشع فيها الهموم.

ولك في أوراق الشجر مثلاً يضرب إذ تتساقط وتصفر في وقت ما وتتعرى الأغصان في أيام خريفية باردة ،تنتظر ربيعاً يعيد للشجرة جمالها وللأغصان خضرتها وللطبيعة ألقها..

فلا يأس مع الحياة ..هي أفكار شاردة في خاطري وددت اليوم أن أدفع بها إلى شفتي ومن ثم أردت أن أخطها سطوراً مكتوبة ..

عفاف حلاس

المزيد...
آخر الأخبار