رغم فقدان المحروقات وعدم توفر الغاز وانقطاع الكهرباء… أسعار المدافئ خيالية… تكلفة تركيب مدفأة المازوت ومستلزماتها حوالي 200 ألف ليرة كحد أدنى… التوجه لمدافئ الكحول ” السبيرتو” رغم خطورتها
أنواع كثيرة وأحجام وقياسات مختلفة للمدافئ نجدها هذا العام وقد عرضها أصحاب المحال ، بشكل يستطيع المواطن معرفة أي الأنواع تناسبه ولديه القدرة على شرائها ..والمتابع للأسعار يلاحظ الفرق بين أسعار العام الماضي وهذا العام .. فقد كانت أسعار مدافئ المازوت “حجم وسط من 35- 60 ألف ليرة (نوع عادي ) لا يحمل ماركة مسجلة .. وكان سعر متر البوري مابين 2500 – 4000 آلاف ليرة وحاليا أصبح من 7500 – 10000 (حسب نوعيته) مما يؤكد أن الأسعار ازدادت الضعف فماذا سيفعل هذا المواطن المنهك مع كل ما يواجهه من ظروف صعبة ..
“العروبة” قامت بجولة على بعض الأسواق واستطلعت آراء المواطنين حول أسعار المدافئ ومدى قدرتهم على تحمل تكاليف شرائها التي زادت همومهم هما ..
أبو مصطفى ” موظف” قال : مدافئ المازوت من النوع العادي هي أكثر الأنواع انتشاراً, منوها بأنه استطلع أسعار بعض أنواع المدافئ فسعر مدفأة المازوت صغيرة الحجم بين 75 – 100 ألف ليرة، والمدفأة الوسط بين 175 – 200 ألف ليرة، والمدفأة الكبيرة وصل سعرها إلى 300 ألف ليرة، وتختلف الأسعار تبعاً للجودة والنوع مبينا أن أصحاب المحال يعرضون أنواع مختلفة و بأشكال وأحجام متنوعة لتناسب القدرة الشرائية للجميع .
وأضاف أبو فهد “موظف” : هناك أنواع مدافئ غالية الثمن كونها تحمل ماركة معروفة يبدأ سعرها من 300 ألف ليرة ليصل إلى 500 ألف ليرة.. و سأل مستغربا الحال الذي وصلنا إليه …ما الذي يحصل هذا العام ؟؟!! إنه سؤال يتبادر إلى أذهان الغالبية العظمى من الأسر مع بداية كل فصل شتاء ..سواء سكان المدينة والذين لا يستطيعون استبدال مدفأة المازوت بالحطب كقاطني الريف (رغم ارتفاع أسعاره أيضا ) ، حيث وصل سعر طن الحطب إلى أكثر من مليون ليرة .. فأهالي الريف لم يعد بمقدورهم شراءه لعدم توفره إلا بأسعار خيالية ..
الكحول ” السبيرتو” ….حل ولكن!
ويبدو أن كثير من الأسر توجهت لاستخدام المدافئ التي تعمل على الكحول …وبهذا الخصوص يشير أحد التجار قائلاً : نتيجة الطلب على هذا النوع من مصادر الطاقة” الكحول” ، ارتفع سعر اللتر من 7000 ليرة إلى 9500 ليرة خلال شهر واحد ، وهو مهيأ للارتفاع نتيجة كثرة الطلب عليه، وأكد بأنه كحول صناعي يختلف عن الكحول الطبي ولا يمكن استبداله بالكحول الطبي مبينا أن سعر سخان الكحول ” السبيرتو” الذي يشبه غاز السفاري الصغير من 30 – 75 ألف ليرة (حسب الجودة) وهناك أنواع أغلى.
أحد باعة المدافئ قال : مدفأة الكحول لا تصدر رائحة ولا يتشكل الشحار جراء استخدامها، وهناك إقبال على شرائها بحكم أن مدفأة المازوت أصبحت أسعارها مرتفعة جدا ..وأضاف : سعر ليتر الكحول يتراوح بين 4 – 5 آلاف ليرة وهو يكفي لتشغيل هذه المدفأة لأيام قليلة فقط أو حتى لساعات، ورغم ارتفاع سعره إلا أنه متوفر بالأسواق ويمكن الحصول عليه بأي وقت على عكس المازوت.
تيسير “موظف” قال : نتيجة الطلب الكبير على مدافئ الحطب بعد غلاء المازوت وعدم توفره ازدادت أسعارها من 50 ألف ليرة للمدفأة الصغيرة ” نوعية عادية” ليصل إلى حوالي المليون ليرة , وهناك مدافئ حديثة تم إضافة فرن لها لتسهيل عملية الطهي عليها ، وقد ترتفع أسعار مدافئ الحطب لأكثر من ذلك بكثير لكن نحن ذوي الدخل المحدود لا نستطيع اقتناءها .
وبين أنه ورغم قلة الغاز في الأسواق، إلا أن سعر المدافئ التي تعمل به يبدأ من 500 ألف – 700 ألف ليرة المزودة بشمعة وتوربين هواء كهربائي.
معتز ” صاحب محل قال ” يحاول المواطنون البحث عن وسائل جديدة للتدفئة والطهي مثل العودة إلى وسائل كانت قد اختفت لفترة طويلة لكنها عادت وبقوة في ظل الظروف الصعبة وعدم توفر المازوت والغاز مثل (ببور الكاز) ..
وأضاف ورغم انقطاع الكهرباء لساعات طويلة مازالت أسعار المدافئ الكهربائية تشهد ارتفاعا جنونيا حيث وصل سعر المدفأة الكهربائية بين 80 و500 ألف ليرة ..
كنا قد سألنا مديرية التجارة الداخلية حول آلية تسعير المدافئ فكان الرد أن أسعارها مرتبطة ببيانات الكلفة التي يقدمها المنتج أو المستورد لمديرية التجارة الداخلية” وأن مدافئ الحطب تخضع أيضاً لبيانات الكلفة، كما المدافئ الكهربائية والعاملة على المازوت, و كذلك الأمر لا توجد تسعيرة محددة من مديرية التجارة الداخلية للحطب حيث تختلف أسعارها بحسب السوق.
بقي أن نقول :
يبقى الخيار الوحيد للمواطنين للتدفئة في فصل الشتاء هو الحطب الذي ترتفع أسعاره بشكل جنوني مع بداية فصل الشتاء نظراً لفقدان مواد التدفئة الأخرى
ويبقى هذا المواطن ” حقل تجارب” يعاني من سوء الأوضاع المعيشية من جراء ارتفاع الأسعار بشكل مستمر واستغلال التجار ، وتدني الرواتب سواء في القطاع العام أو الخاص وعدم توافقها مع الأسعار، فضلاً عن غياب الرقابة وفشل الجهات المعنية في ضبط الوضع بالشكل الذي يخفف على المواطن ما يكابده يوميا من معاناة باتت جزءا هاما في حياته …فإلى متى ؟؟؟
بشرى عنقة