نقطة على السطر … لا يخطىء ..!!

“الاعتراف بالخطأ فضيلة” هذه المقولة كثيرا ما نرددها في أحاديثنا اليومية خاصة عندما يعتذر أحد ما عن خطأ ارتكبه بغير قصد , فنشكره من صميم قلبنا ومباشرة نردد على مسامعه المثل المذكور آنفا … لكن يا ترى هل الجميع يعترف بالخطأ ويبادر للاعتذار ومن ثم الإصلاح ؟؟؟

للأسف الشديد قلة من الناس تبادر مباشرة للاعتراف بالخطأ والاعتذار وتسارع لتصحيح الخلل , بكل محبة وتتعلم من الأخطاء لأن الحياة في حقيقة الأمر مدرسة يستفاد منها كل من يريد أن يتعلم أما الجاهل يزداد جهلا وغطرسة بسبب حماقته وتعنته, فيرتكب الأخطاء المتتالية غير مبال بالنتائج والعواقب مهما كانت درجة خطورتها .

اللافت في الأمر أن هناك شريحة في المجتمع تأبى أن تعترف بالأخطاء والنتائج السلبية مهما كانت وتتجاهلها وتظن أن الاعتراف بالخطأ يقلل من قدرها وشأنها لتصل لمرحلة التعنت بالرأي ومن ضمن هذه الشريحة بعض المسؤولين الذين يشغلون بعض المناصب والمراكز في المجتمع , فرغم النتائج السلبية لبعض قراراتهم حتى لو كان الخطأ واضحا فيها وضوح الشمس يتجاهلون الأمر ويستمرون بقرارهم وهنا الطامة الكبرى التي يحصد نتائجها في محصلة الأمر المواطن المغلوب على أمره ” مكرها أخاك لابطل ” فهو الحلقة الأضعف و لا يستطيع تحريك ساكن .

عناد بعض الجهات المعنية في قراراتها ونتائج تجاربها مهما كانت غالبا ما يفاقم المشكلة و”يزيد الطين بلة” وبالتالي يزيد معاناة المواطن  .

لاشك أن من يعمل يخطئ وهذا شيء بديهي وعادي جدا ,لكن هل يدرك بعض من بيدهم القرار معنى هذه القاعدة أم يتجاهلونها جملة وتفصيلا من منطلق أنهم لايخطئون و ” على رأسهم ريشة ” , وتكون النتيجة  المؤسفة خلق عقبات كثيرة  تقف سدا منيعا في وجه المواطن تمنعه من التقدم للأمام ولو خطوة واحدة .

المفاجأة المضحكة أن اكتشاف أخطاء وتقييم عمل المسؤول يتم دفعة واحدة بعد رحيله ومغادرته لمنصبه وهنا – حدث فلا حرج- عن الممارسات الخاطئة والإجراءات والنتائج السلبية الكثيرة والدفاتر والسجلات التي تفتح فجأة و تظهر للعيان ويتم تداولها والحديث عنها من قبل الصغير والكبير وتظهر ملفاته السوداء وتبدأ معها التحليلات والتقييمات التي لم تعد تجدي نفعا لأنها أصبحت من الزمن الماضي العتيق أي لا قيمة لها وهنا تصبح عملية إصلاح الأخطاء أشد صعوبة وأكثر تعقيدا وأقل نفعا !!.

محمود الشاعر

 

 

 

 

 

 

المزيد...
آخر الأخبار