نبض الشارع .. عذر أقبح من ذنب

سخرية القدر  ” أن ترى الذئب يحلب النملة” وفق مفارقة متناقضة قاسية يمسك  القائمون عليها بحبال الهاوية ويمارسون مواهبهم في زيادة هموم المواطن ..

وعود على بدء نستعيد قول الشاعر أبي الطيب المتنبي:

“بعيني رأيت ذئبا ً يحلب  نملة ويشرب منها رائق اللبن” في محاكاة لواقع نعيش تداعياته يوما ً بيوم ، ولحظة بلحظة ، ويعكس  حالا ً من المحال…

قرارات ” للدراويش فقط ” فيها تناقض مستفز  إلى درجة الاستقواء على المواطن المعتر بما يشبه هذه النملة” الضعيفة الواهنة الفقيرة التي لا حول ولا قوة لها ومع هذا يتم حلبها إلى آخر رمق ….

يعجز المواطن عن استيعاب ما يجري ، فكل صدمة تولد صدمة جديدة وانتكاسة أكبر، وإلى الوراء دُر… وكل مرة نسمع من بعض  الجهات المعنية في مرحلة تحليل مستفز للذي يجري داعين المواطن للتأقلم بقولهم : كله مدروس ولصالح المواطن ، فإما رفع أسعار المادة أو فقدانها، يعني  أن المواطن بين خيارين أحلاهما مرّ … وباعتبار إذا عرف السبب بطل العجب..!! وعلى أساس أن المواطن كان ينعم بهذه المادة أو تلك …

وهكذا تدار رحى المعالجات القاصرة ، وتدوير الأزمات من سيئ إلى أسوأ ، رفع سعر الدواء  أفضل من فقدانه ورفع سعر البنزين  والمازوت و … و… أفضل من فقدانهم,, وقس على ذلك كل مستلزمات حياتنا المعيشية دون تقييم اقتصادي مدروس  للرواتب وللخدمات السيئة التي تقدم بالقطارة ، سواء الكهرباء أو الغاز أو المازوت والاتصالات  وحتى الخبز لا يكفي  المواطن قوت يومه وأسعار المواد الغذائية  تشهد – كذلك –   قفزات كبيرة ، وتأتي كل تلك الزيادة على أسعار بعض المواد ” لتحمي” المواطن من فقدانها  ، شيء أحسن من لاشيء .. وبالطبع هي زيادة يتم فيها ضرب عشرة عصافير بحجر واحد والسبحة تكر لتشمل زيادة في أجور السرافيس والنقليات كافة والدواء والخضراوات  التي يتم شحنها من مكان لآخر… .. وانعدام حس المسؤولية وعدم توصيف الواقع بشكل دقيق يفتح الباب لأعذار  أقبح من ذنب ..

ونسأل ماذا تبقى لهذا المواطن ليواسي نفسه  به  ..

وإلى متى سيبقى أسير تجارب فاشلة تنقله من أزمة إلى أزمة ومن تحت الدلف إلى تحت المزراب .

حلم شدود

 

 

 

 

 

المزيد...
آخر الأخبار