الرقم والأعمدة والتيجان توثق الأثر السوري في الفنون التدمرية

بالوثائق والصور بين رئيس فرع جمعية العاديات الثقافية التاريخية في حمص الدكتور المهندس نزيه بدور، الأثر السوري في الفنون والعمارة التدمرية ,في محاضرة ماتعة استضافها فرع اتحاد الكتاب العرب في حمص، مستنداً إلى شهادات مؤرخين ومستشرقين غربيين أوضحوا أن الحضارة السورية صبغت الفنون التدمرية …

استهل الدكتور بدور محاضرته بتقديم لمحة عن نشأة تاريخ سورية القديمة والممالك الآرامية والفينيقية، كماري وأوغاريت وصولاً إلى مملكة تدمر التي اشتهرت بالفنون الثقافية والمعمارية والأعمدة والمدافن، مبينا اكتشاف أول قانون جمركي منقوش على رقم وجد في تدمر وهي إحدى الممالك السورية الآرامية حيث كان العرب جزءاً من شعبها و يعود تخطيطها العمراني إلى الحضارة البابلية ولها طابع شرقي سوري تبدى في الأغورا و المعابد التدمرية والأعمدة والتماثيل والمدافن والشارع الطويل ,وأوضح تأثر الفن التدمري بالفنون الكلاسيكية كالهندية والفارسية، فالمنحوتات التدمرية بمثابة مدرسة فنية بحد ذاتها، ودعم الدكتور نزيه بدور آراءه بما جاء في كتب آثاريين غربيين مثل هنري سيرنغ الذي كتب موثقاً  “أن التدمريين شاركوا جيرانهم الشرقيين في الفن فمعبد بل معبد سوري هلنستي بامتياز” واستشهد برأي الشهيد الدكتور خالد الأسعد الذي كتب أن عمارة تدمر ذات مخطط معماري سوري فالهوية السورية مهرت الحضارة التدمرية بصبغتها التي تناغمت مع منجزاتها وتطورها الحضاري والثقافي والتجاري لتنتج فنوناً عكستها آثار تدمر بتصاميمها وهندستها الماتعة… وأوجز بدّور نشأة تاريخ سورية القديمة والممالك الآرامية والفينيقية، كماري وإيبلا وقطنا وأوغاريت وصولاً إلى مملكة تدمر التي شكلت أرثاً حضارياً بنقوشها ورقمها وطرازها المعماري واهتمامها بمختلف أنواع الفنون الثقافية، فتدمر مملكة سورية آرامية ازدهرت في القرون الثلاثة الأولى بعد الميلاد ، لكنها اتبعت طابعاً شرقياً سورياً تبدى في الأغورا والمعابد التدمرية والأعمدة والتماثيل والمدافن والشارع الطويل.

ثم عرض صورا للمكتشفات التي تبين السمات العامة للفن التدمري الذي تأثر بالفنون الكلاسيكية، مستشهدا بآراء كثير من العلماء الذين أجمعوا أن عمارة تدمر لم تكن هلنستية ولا رومانية بل مزيجاً من الاثنتين معاً مع أصالة سورية  .

الجدير بالذكر أن المحاضرة حركت المياه الراكدة، فطرح الحضور الذي ملأ الصالة الكثير من الأسئلة المتعلقة بالمكتشفات واللقى ومصيرها بعد دخول تنظيم داعش الإرهابي  لتدمر عام 2015.

متابعة :ميمونة العلي

المزيد...
آخر الأخبار