قادم مثل جوادٍ جامحٍ يسابق المدى , وصهيلُه يملأ الكون حفاوة اغتباطٍ يتسع رحباً سفر آفاق , وعوالمَ من دُناً , تزفك أغاريد , وتباهي بك ملاعب الأضواء شهباً تغازلها لحاظ عيون ٍ تشق أنفاس الدجى طموحاً يعانق مطالع أصباح واعدات آمالٍ , يزينها كل موشّى من أفانين التلاوين ما بين أحلام و أمنيات وتباريحَ من هوى , ينساب بهياً في أروقة ثوانيك , و أبهاء أيامك على مطالع الشهور , ومدارج الفصول و أنت في الرجاء والمنى هذا الصقيل المنضد صفاء بلور يمتد , ويمتد ما اتسعت الآفاق وباح القول في مراميه غنائية وجد , وفتوة نباهة سعي كد , وغاية في مرتجى . وحالك شراع إبحار تهدهده الأرواح رياحاً , وتقاربه ملمس حرير نسمات عِذابٌ . وما بين مداك في عُرض الإبحار زمناً وغواية الشطآن أماكنَ ثغوراً في موانئ وعلى أديم الضمير الصاحي جذوة اتقاد ما بين عقل ووجدان يكتب التأمل كل قافية شرود في موانئ ِالروح سعة صوب القادمات طرداً متوازياً ما بينك أيها العام الجديد , وبين الناس تتخللهم زماناً , ويتخللونك أزمنة وعلى متاعب الظفر ينشدون غلال مواسمك صحة وعافية , وراحة بال , وطمأنينة واقع معيش , منابته مساكب ورود من حب ومحبة وتراحم , وسكينة قناعات لا يدانيها سباق في جشع , أو يتمطى متشاطر فيها على كياسة قيم أو يتبختر مستعجل في فقر اتزان أضاعه في بروق مطامع مهما كثرت فمآله و إياها قبضُ الريح أو متباهٍ بعنجهية استقواء على حساب كفايات في تعقّل , أو كفاءات في تميّز , أو على تسامٍ في خُلق , أو ثراء في ثقافة , جناحاها خبرات ومهارات , وصيرورتها لدى صاحبها سردية معارف , ونبوغ في تحليل وتركيب ومدارات ما بين تقييم وتقويم . و إذا ما خلد إلى الصمت فلأن الصمت أبلغ منطقاً ولربما قد لا تفيد الكلمات البائسة في معمارية خير إصغاء إلى جمالية مصداقية في ما يجب أن يكون من سواء سبيل في أمانة خير نسب ما بين إنسان و إنسان عبر نسق من عقلانية مصفوفة منطق كل تفكير سديد وحميّة كل وجدان يفيض بركة نقاء يترجمها كل سلوك مضفور بالنبل إذ لا غالب ولا مغلوب في مقاربة كل عمل أو حيث لا ربح بغنيمة , ولا استعلاء بموقف , ولا تجاهل في سلوك . وعلى مطلول دنياك نغنيك قيمةً وتغنينا قاماتٍ رجعها في وعي الحياة ماضيات ذمم في خفارة كل فعل أصيل مكين , و مضيُّها حاضراً و استشراف مستقبل بلاغةُ كل فعل يتوجه العقل , ويتلقفه الوجدان ليغدو على متون سرحك شلالاً دافقاً نبض الإرادة في معنى كل بناء و إعمار وتجذر انتماء ينبض بكل عطاء في عروق فضاءات كل إبداع يزركشه كل جمال يتماهى سعادة ما بين الإنسان والزمان والحياة .
أيها العام الطالع من خدر القِدم والناجز سيرورة مضي ما بيننا نحن الناسَ وبينك فروسية الشهامة مناقبية اكتناز ما بين صروف وظروف وتحديات . هي فرص وبين إرادات تنشدها الحروف وهي تومئ بكل فرح نحو مزيد من نتاجات يتكوثر فيها الفكر مجالات وعلوماً وتقانات , وغيرها من أعمال في رحابة كل حرفة وساعد , و ريادة حضور في ساح ومناقبية في كل سمو وتسام تحتضنه الأيام أمانة عبقريات على ذرا الأطواد ما تعاقبت الدهور .
أيها العام الجديد ! يا بن الأزل نوافذنا مشرعة مثل أحلامنا , وأصص الورد على شرفاتها , وهممنا قدرات لا تلين فهي متجذرة في مهاد الثوابت وجداناً وعقلاً و أرضاً وقيماً وثنائية إدراك لمسؤولية وواجب وكينونة وجود لمعنى عراقة سرمديتنا سلالة في مواجد الأبجدية و الأمة وشهامة معنى الكفاح وما بين حضورك أيها العام جواداً يسابق الريح ترانا في عزائمنا فرساناً على خطوط الثواني نسابق العزائم صوب دنياك نجاحات , وسُقيا تواد و اخضرار ميادين تهزج بها ولها الشموس , وتساهرها الأقمار . و إليك أمنيات وفي حنايانا والضلوع نباريس ضياء . هي شهب من إرادات وعوالم من تحايا لأهل في وطن سامق علياء كل سؤدد ونبالة أهل في مكارم قيم , وعراقة وطن في مهاد أمة , وحضارة أمة بين حضارات .
وكلَّ عامٍ , و أنتم بخير .
نزار بدّور