المشكلة في بعض مؤسساتنا ومواقع العمل بات أمرها واضحاً وجلياً لكل ذي عقل حصيف فالقصة ليست ضعفاً في إمكانيات أو قلة موارد وليس الحصار الجائر المفروض على بلدنا وحده هو السبب بل أهمها مايتجلى عند بعض الموظفين الذين لايقومون بمهامهم المطلوبة بهدف تحقيق بعض المكاسب على حساب آلام الناس ومعاناتهم وللأسف هناك الكثيرون الذين يعتاشون بأساليبهم الملتوية على حساب مصالح وحاجات الناس من خلال مواقع عملهم وبطبيعة الحال يستفيد هؤلاء من أي خلل تقني أو لوجستي يطرأ على أحد المرافق العامة لتبرير تقصيرهم و مزاجيتهم كما هو الحال في قرية عرقايا التي يوجد فيها ثلاثة آبار ارتوازية أنجزتها الجهات المعنية حرصاً على خدمة المجتمع عموماً وأهالي القرية خصوصاً وحالياً لا يعمل من تلك الآبار الثلاثة سوى بئر واحد فقط على الرغم من أن الماء متوفر بغزارة في جميع الآبار ولا يشكو أهالي القرية من جفاف أحدها إنما من سوء التوزيع من قبل القائمين عليها وعدم وضع خطة متسلسلة محكمة لإرواء خطوط التوزيع في القرية لإيصال الماء إلى كافة المنازل وتحقيق العدالة والمساواة بين الجميع إلا أن تلاعب بعض العمال وفق أمزجتهم في فتح وإغلاق “سكورة” الماء يحول دون تحقيق التوزيع العادل للماء على الأهالي.
ويستغرب الأهالي في شكواهم التي تقدموا بها لـ” العروبة” أملأ بوصول صوتهم لأصحاب الشأن أن الحجج جاهزة فهي مرتبطة بقلة المازوت تارة وواقع الكهرباء تارة أخرى مع العلم أنه لو تم العمل ضمن مسؤولية مؤسساتية فإن خير الماء الموجود في الآبار سيصل للأهالي بكل تأكيد ولن يضطروا إلى شراء الماء من الصهاريج التي تُملأ من نفس البئر لتباع للأهالي بآلاف الليرات مما يزيد من قساوة الضغوط على كاهل العائلات التي تعاني أصلاً ظروفاً اقتصادية صعبة وهذا ما يدفع الأهالي للتساؤل كيف تتم عملية تعبئة تلك الصهاريج من بئر القرية في ظل غياب المازوت الذي تعمل به المولدة لضخ الماء أثناء انقطاع الكهرباء؟ وهل مسموح أن يكون البئر وماؤه للبيع والشراء وهو مرفق عام…
ويؤكد الأهالي أن المشكلة في مزاجية العاملين وعدم الرقابة الحقيقية المسؤولة عليهم وغياب دور الوحدة الاقتصادية والمعنيين في القرية في تصويب الأمور والعمل على إصلاح البئرين للاستفادة من نعمة وجود ثلاثة آبار في القرية على خلاف القرى المجاورة التي تجتمع فيها أكثر من قرية على بئر واحد.
بالتأكيد الماء موجود وإمكانية المعالجة في ضبط أولئك العاملين وفق مصالحهم الخاصة بسيطة وممكنة بشرط توفر الإرادة الحقيقية والقرار الحاسم من قبل أصحاب الشأن على اختلاف مستوياتهم مما يحول دون تكرار مشكلة عدم توفر الماء لعدد كبير من الأهالي في حين ينعم البقية بفائض من ماء غزير.
العروبة – يوسف بدور