تحية الصّباح..  وهج الدّيار أجيالها

مراقي الزمن الجميل مهابة الأصالة في مكامن كل تجذر مكين , يتشرّب نسغه نبالة محتد يعرش مكارم في ساميات تعاقب سنين بسنين , وهي تتماهى صقيل سبيكة مذهّبة , تبرق لمعاناً , ولها المدى كل بريق هي الديار مساكن , وسكنى أهل و أحباب سَعة فساحة في فِناء لمتسع بناء وحضور أهل أسرة يكتبها الزمان أجداداً و آباء و أحفاداً يتملون بنعيم الألفة ونعماء القيم تراتبية جيل يعقب غيره  إذ الجميع يرى تعاقب الأعمار حفيد إلى جد , وجد إلى حفيد , وتدرّج كل تنامٍ يسكن المآقي , ويروح عذب جداول تنسكب في أسرّتها حميّة عاداتٍ وتقاليدَ , فيكبر الدارجون أعماراً على سلالم السنين أنماطاً سلوكية  هي صدى لدفء كل تواد , وبهاء كل حفاوة سرت في عروق هاتيك القيم , وشرايين تلك العادات  و إذا ما كان بعض تمايز في جانب أو آخر ضمن تلك الشرنقة الأسرية , فحسبُ ذلك بعض متغيرات يطرق أبوابها ما يستجد به تباينٌ في مكنونات عصر , أو تأثير وسائط , أو فاعلية تقانة أو تحديات واقع متعولم يقدم ذاته مطامع بروق عبر أشكال شتى على وميض من ومضات إشهارية , غايتها التلاعب بما يخدم مآربها عبر مدخلات نفسية , لا تخلو من قراءات تحليلية تريد من خلالها التشويش على كثير من ثوابت كعادات وتقاليد التي هي جزء من هوية دلالة الانتماء لمعنى كل تجذر في كينونة إنسان ومجتمع ومسكن ودار

لا شك أن الحياة تسير وعيَ إنسان مسكون بعصره , لكنها حاضرة في قيم الثوابت وعي إنسان يتأصل برزانة كل منطق سديد حيال كل أمر وقيمة وهدف , ولا يغض الطرف عن بهاء كل ما يحقق رونق كل جديد يسمو متسعاً من خير ولا ينال ضرراً حيال كل ما هو ثابت و أصيل أياً كانت التحديات  فالديار وقدة انتماء عراقتها حاضرة صنو أنفاس ما بين شهيق وزفير , وولادة وحتمية مسار ضمن سنة الحياة أعماراً لكنها سردية حياة وهجها الديار قلاعاً متميزة بأجيالها مناقبية سجايا ومواجد لشهامة كل نبوغ سطرته الأيام , واختزنته السنون واكتنزه الزمان , ويكتنزه صوب كل ذراً تشمخ بها أطواد على سرح تضاريس هي للسواعد كل كدح , وللجباه كل شموخ ولاتقاد الذهن المبدع في كل مجال سمو حرف ينشد كل بناء سامق  إنه وهج الديار خطاً لأجيال و أجيال, وسرديتها إرادة كل مدى   إنها الديار التي توقظ الحلم بكل مجد وغار وتملأ الكون الرحيب بالضمير الصاحي لفتية أنجاد دروبهم مخضوضرة بكل نماء , ومعطرة بنفحات كروم الأرض ورياحينها وطهر مكارم الأبرار إيثاراً ما بعده إيثار في نبالة كل تضحية ورقي كل هدف سامٍ يعانق الشم   هي الديار فصاحة الضاد استقامة حضور في مقارعة كل غازٍ ودخيل وتائه عن كبرياء معنى الشرف الرفيع , وهي الديار في مركزية قضية الكرامة ” فلسطين داري ودرب انتصاري ” ترابط قول على عمل  وفي مقاربات الوجد على مطالع دروب اللهفات , وتلاوين الأشواق المرنقة على أجنحة شغاف القلوب تشدو بها قوافٍ ” وأفرح ما يكون الشوق يوماًـ إذا دنت الدّيار من الدّيار” وعلى ترانيم تلك اللهفات للديار في ملاعب الشعر تحية للمنازل صدى لتعبير جمالي في مفهوم النقد ضمن حيثية دلالتها أطلالاً في معطى الشعر : ” إذ لا نبتغي بدلاً بالدار داراً ولا بالجيران جيرانا ” فكرمى ما أوقعته حيثيات الماضي و استوقدته لواعج الذكرى كل حاضر في مداراتها هو صوغ غنائية وجد لا تبرح ترانيم أنغامٍ , وبهاء طيف تغنيه الأقمار … إنها الديار ثوابت الكينونة لثنائية العقل والوجدان , إذ فيها أنفاس الحياة لا يكدرها غنى ولو كان يلوّح بألف وردة على وهاد من متاعب لأن الغنى الحق هو سعادة الطمأنينة في رحابة الديار المتقدة مثل غزالة سرمدية السطوع تتالي أصباح تكتنز كل ضياء ودفء و أصالة كل تجذر مكين وجميل : دياري و أهلي , بارك الله فيهما \ و ردّ الرّياح الهُوج أحنى من الصَّبا.

نزار بدّور

المزيد...
آخر الأخبار