بين قطع ووصل ،معاناة لحال أصبح علاجها وتشخيصها من المحال …أزمة مياه خانقة ،وتقنين جائر يقال إن الجفاف أحد الأسباب والباقي إهمال وسوء حال ،وهذا ما يعكس تفاصيله على وجوه مكدرة بالتعاسة وآخرين تلمح على سحناتهم السعد والإقبال. .
فتأمين الحاجة من المياه ضرورة معيشية وليس رفاهية وهذا يتعارض مع ساعتين أو ثلاث وصل يتعثر عليك فيها القول: إن المياه تجري على مايرام ،وخلال ساعتين يمتلئ الخزان و” يطوف” ..
فترة ضخ قصيرة ، وتداعيات انقطاعها يدخلك بهواجس شراء خزان ماء بخمسين ألفاً ، لا يسد حاجتك ليومين وتعود إلى حال مكرر يحبس الأنفاس ويجعلك تلهث على الأدراج مراقباً ومستطلعاً حال الجيران وتشكر الله أنك لست وحدك بين الأنام ، الكل يشكو والكل يتعوذ من الشيطان ..
وواقع التغذية الكهربائية يفرض ذاته ويتصدر مشهد انقطاعك من المياه لعدد من الأيام …تأتي الكهرباء وتنقطع المياه ، وهذا يزيد الواقع مرارة عند البعض وعند آخرين تكون بمثابة ” رب ضارة نافعة ” حيث ينشط خلالها أصحاب المولدات والبطاريات وألواح الطاقة وبالطبع كله بثمن ، لكن أهون من البقاء بدون ماء ، ومتلازمة المياه والكهرباء يصعب التحكم فيها لكل واحدة مؤسستها .
ضعف الضخ يزيد الأزمة أرقاً ، والضرر الأكبر من نصيب الطوابق العلوية ، شوارع تصلها المياه دون جهد جهيد وأخرى بالقطارة .. ولا تسأل حيال هذا المعنيين الذين عجزوا عن صياغة الحلول وإيجاد وسيلة تحكمها عدالة التوزيع ، فالناس جفا النوم عيونهم ، بالسهر على الأسطح مواكبين مجيء المياه ومغادرتها إلى آخر نقطة أو تنفيسة..وفي ظل ما ذكر من أرق وقهر ونهر وجفاف لا حول لنا به ولا قوة …تجد في المقلب الآخر أناساً يهدرون المياه شمالاً ويميناً ، غسل السيارة ، والشارع والسجاد ، وكل التوجيهات وحملات التوعية لإتباع سياسة الترشيد وتقليل هدر المياه ، حالهم معها أذن من طين وأذن من عجين ، عدم مبالاة أو اكتراث وحيال هؤلاء لابد من تفعيل المخالفات بدوريات جوالة تضع حداً لهدر المياه في هذه الظروف الصعبة .
الأزمة تتفاقم , نتمنى ألا تكون المعاناة صرخة في واد ، وأن يتكرم المعنيون ويحركون الساكن ويجدون حلاً لأزمة الحرمان من المياه, فالماء حياة.
حلم شدود