نبض الشارع .. شجون معيشية

كثيرة هي الأشياء التي يلوم فيها المواطن نفسه كونه لم يتعلم درساً من الأزمة بتداعياتها اليومية وسبحة الغلاء التي تكر وكل يوم عداد جديد و موال جديد يعني  شروخاً تكبر وتتعمق وكل ساعة لها عقلية تدار بطريقة ” خبط عشواء ” لا تستند إلى معيار معين يراعى فيه دخل المواطن وأساسيات معيشته ولا تقدر مدى الضرر والإجحاف الذي سيلحق بهذا المواطن المتقاعد أو المريض أو كبير السن أو الموظف ذي الدخل المهدود والمأكول قروضاً وجمعيات و …و… وحدهم التجار ومنتهزو الفرص من يجيدون قراءة الأزمة ويعرفون من أين تؤكل الكتف.. مع أننا – وكمواطنين – معظمنا أوتي حظاً من القراءة والدراسة منا المعلم والصحفي والمهندس وأصحاب الخبرات في الحياة – كذلك – كثر – باعتبار أن المجالس مدارس ، بمعنى أن الأزمة عمقت فهمنا بالكثير من الأمور الحياتية ومع هذا تخوننا الحسابات والتقديرات وتكثر أمامنا الحواجز والعوائق ، ولا تنطبق حسابات القرايا على السرايا ونرفع العشرة قبل أن يمضي أسبوع على قبض ” الراتب ”  ومع تباين المعاناة والأوجاع وثقل الحمل من شخص إلى آخر يطفو على السطح المتنفعون المتدثرون بجلبات الأزمة والمتغنون بشعارات لا يفقهون  من ترديدها سوى الحفاظ على مصالحهم ومكاسبهم والحصول على شهادات سلوك ممن  يدعمهم من متنفذين و معارف و ” دراويش ” ولكن هذه الثقة أين تصرف أمام واقع مهترىء ، فالثقة تتوطد وتبني حجراً حجراً والواقع الملموس يشير إلى  الخطوات غير الموفقة وغير المسؤولة ، وإهدار الوقت والأموال على الاجتماعات وإصدار القرارات وصولات وجولات  لا تسمن من جوع ..

حياة المواطن باتت غارقة في الألم والمعاناة ، صراع مع لقمة العيش ، مع حبة الدواء ، يستنزف يومه في الركض فمرضك – أنت المواطن – في ذيل قائمة اهتماماتهم ولا قيمة لوجعك ، عمرك ، تقاعدك..

وعود على بدء ، هل من شأن المواطن أن يدير الأزمة  ولماذا المواطن الفقير والمريض و المتقاعد ، هؤلاء من يدفع الثمن ، والضمائر الحية باتت شبه معدمة.

حلم شدود

 

المزيد...
آخر الأخبار