إثر الزلزال المدمر الذي حوّل ليل السوريين إلى نهار في حشود متواجدة في الشوارع تفادياً لطارئ الليل المخيف الذي زلزل أعصابهم في عز نومهم ،جاء آخرون وقد نصبوا أنفسهم كخبيري زلزال يلعبون من خلالها على أوتار مخاوف الناس وأوجاعهم وأعصابهم بمبالغات متوقعة عن زلازل أخرى مدمرة ،أو تسونامي قريب على شواطئ طرطوس شغلت الناس بالصلوات و الدعوات تزامناً مع أجواء شتائية ماطرة وباردة ،علّها تمر برداً وسلاماً ،محنة جديدة أنستهم إفلاسهم وقلة حيلتهم وحرمانهم وشظّت همومهم مابين خوف على سلامتهم الجسدية وبين ماتهدّم وتصدع في منازلهم وهم العاجزين عن تغطية تكاليف إصلاحها أو تعويض أثاثها والتي باتت آيلة للسقوط بفعل الحرب الكونية أولاً،وضمائر تجار البناء النائمة ثانياً والتي عبثت بمواد البناء وخففته إذ جعلته واهن الارتباط بالأرض ،ليأتي الزلزال على الباقي منه خاصة ما شهدناه في المناطق العشوائية والمنكوبة التي بناها أصحابها على أساس هش ما جعلهم لا يعرفون “غربهم من شرقهم “هل يسخرون من معادلة الحياة الصعبة أم يلطمون وجوههم الممرغة بالهم والغم خوفاً من أيام أكثر صعوبة جعلتهم يتقبلون الوعود.
الجهود المبذولة بتوجيه البلديات ورؤسائها للكشف على الجدران المتصدعة لترميمها أدخلتهم في دوامة التهجير والسكن في مراكز الإيواء والمدارس والبيوت المفتوحة على مصراعيها ،ما أجبرهم على التغاضي عن أخطاء وتقصيرات سابقة منها حرمان الكثير من المواطنين من تعويض مادي نتيجة سقوط منازلهم خلال الحرب ،ربما اليوم تبيض وجوه الجهات المعنية وتجد شكاوى المواطنين آذاناً صاغية لم تكن في الماضي سوى سحابة صيف عابرة…
عفاف حلاس