الأسعار وجنونها من جديد… الغلاء يحكم قبضته على المواطن .. تأمين الغذاء و الدواء الهم الأكبر .. الرقابة تغط في نوم عميق والمواطن يصارع الغلاء …
جنون الأسعار مرة أخرى يقض مضجع المواطنين و هم يتحدثون عن معاناتهم التي باتت يومية بشكل مرعب ففي كل مرة نرصد حركة الأسواق نرى ما آلت إليه الأمور مع تدني مستوى المعيشة لدى المواطن الذي لم يعد قادراً على شراء أي شيء من المواد الغذائية الضرورية و التي ارتفعت أسعارها بشكل خيالي مع بقاء الرواتب ضعيفة لا تفي لشراء الحد الأدنى من المستلزمات و لم يعد هذا المواطن يتحدث عن اللباس أو الأحذية و بات يعتبرها من الكماليات غير الضرورية و يحلم بتدبير قوت أولاده كل يوم بيومه و لكن مع هذه الأسعار كيف يتم ذلك ؟؟
“العروبة” جالت في بعض الأسواق و شاهدت حركة البيع و الشراء كالعادة و تركز حديث المواطنين على تدهور الأوضاع المعيشية لهم…
أم تحسين : سيدة في الأربعين من عمرها قالت لدي خمسة أولاد لا أعرف ماذا سأطعمهم يومياً فقد شارفت المؤونة على النفاذ و باتت طبخة اليوم معضلة حقيقية في ظل الأسعار الجنونية.
وأضافت : صباحاً أقف عاجزة أمام نظرة الحسرة في أعين أطفالي و لم يعد لدينا ما نأكله فهل يعقل أن يصل سعر كيلو اللبن إلى 4000 ليرة … و إذا أردنا الاستعاضة عن الحليب و مشتقاته و اللجوء إلى الزعتر و الزيت فالوضع سيء أيضا فقد وصل سعر كيلو الزعتر إلى 20 ألف ليرة و هناك أنواع منه فهل باستطاعتنا شراءه ؟ كما نوهت إلى ارتفاع سعر الزيتون ( الأخضر و الأسود ) و الجبنة التي أصبحت حلماً صعب المنال .
أبو قصي موظف قال : ارتفاع الأسعار لا يصدق فقد وصل سعر كيلو السكر إلى 7500 ليرة و الرز نوع مصري عادي ما بين 8-10 آلاف ليرة و هناك أنواع من الرز وصل سعر الكيلو منها إلى 16 ألف ليرة.
و إذا فكرنا بشراء كيلو برغل فيبدأ سعر الكيلو من 7 آلاف ليرة أما العدس فوصل سعر الكيلو إلى 12500 ليرة.
وأضاف : بحسبة بسيطة إذا أردنا تناول المجدرة فقط لعائلة مكونة من ستة أشخاص نحتاج إلى 20 آلف ليرة ” طبخة ” ليوم واحد و على هذه الحال يجب ضرب الرواتب الضعيفة بـ 30 حتى يتسنى للمواطن شراء طعامه دون التفكير بمواد أخرى كالمازوت و الغاز و الزيت ناهيك عن الأدوية التي ارتفعت أسعارها من 50 – 100 %
فأين الجهات المعنية عما يجري و هل باتت الرقابة تغط في نوم عميق تاركة المواطن الذي أنهكته الحرب و سوء الأوضاع المعيشية يصارع طواحين الغلاء لوحده..
أم سالم ” موظفة ” قالت : غلاء الأسعار بشكل يومي حرمنا أن نفكر شراء الكثير من المواد الغذائية كاللحوم و الألبان و الفواكه و اقتصرنا على كيفية تدبير معيشتنا ” يوم بيوم ” فحتى أسعار الخضار مرتفعة ووصل سعر كيلو البندورة البانياسية إلى 2000 ليرة و البلاستيكية 3000 ليرة , وسعر كيلو البطاطا 1200 ليرة , والباذنجان 2000 ليرة, و الفول 4000ليرة و الفاصولياء ” العيشة ” 10000 ل.س والفرنسية وصلت إلى 12000 ليرة و الليمون 2200 علماً انه في موسمه.
و أضافت مستنكرة وصل سعر كيلو البصل اليابس إلى 6500 و ما فوق أما البصل الأخضر فسعر الكيلو 5000 ليرة.
كما أشارت إلى ارتفاع أنواع الحشائش ” الهندباء – الخبيزة – الدردار ” و حتى السبانخ و السلق أصبحت أسعارها يزيد عن 2000ليرة .
بقي أن نقول:
تلاشت أحلام و أمنيات المواطن في ظل الأوضاع المعيشية القاسية و باتت تقتصر على كيفية تأمين الغذاء و الدواء فقط إضافة إلى المازوت أو الحطب للتدفئة خاصة مع الأجواء الشتوية الباردة و التي تضامنت مع الواقع المعيشي للمواطن الذي باتت أقصى أحلامه أن يعيش بأمان فعجباً مما وصلنا إليه.
بشرى عنقة