صليل الذاكرة .. للشاعر خضر أحمد علي

ثمة خمسون قصيدة تضمها المجموعة الأولى للشاعر خضر أحمد علي ، هي، باختصار شديد،  خمسون لوحة من ألم وأمل، ويأس وتفاؤل وعشق بمعناه المتعدد والوطن أول معشوق والمرأة مفردة من مفردات الوطن .

مشاعر فياضة بالأحاسيس المترفة .

أقف عند بداية الديوان وأقرأ :

/ رباه… بلل فمي برضاب الحروف

قبل أن يهرم في الكلام

رباه.. بأي الحروف أفتتح القصيدة

بأي الأسماء

أنا من ضاع انتماؤه

بين لحظة من خوف

وعمر من ارتياب/

لكن على الرغم من هذا الارتياب يمضي الشاعر فيشجعنا بقصائد غزلية أقرب إلى التلميح والعذرية، نقرأ من قصيدته / في بهو … حضرتها / التي يعلن فيها أن المرأة منبع الإلهام بحضورها الباذخ:

/لا أملك دقة الوقت

لا أملك ما أريد

سابلا ً عكازي من حروف

أخطو… وأخطو

أحمل خطاياي

لأنسج من عينيك قصيدة

ولعينيك أجمل البوح/

وللومضة الشعرية حضور في المجموعة، وهي قصيدة كالبرقية، قصيدة فيها تكثيف لغوي، وكلمات مختارة بعناية وفيها إدهاش ونهاية صادمة غير متوقعة سلبا ً كانت أم إيجابا ً، نقرأ هذه الومضة  القصيدة بعنوان : /عابرة سبيل/:

/طرقت بابي/ ففتحت قلبي كي أراها

ودعتني

كالأبله قلبي رحل معها

عاد بسرعة

يبكي../يشتكي

قال: يا أنا  عابرة سبيل/…

وللوطن ناساً وجيشاً حضور في المجموعة ، جيشنا عزنا وفخارنا، حامي الحمى وصانع الأمجاد والأمن والأمان يقول الشاعر خضر أحمد علي في قصيدته /قادمون/:

/قادمون قادمون على أجنحة الضوء

يحملون مشاعر من تفان .. ونقاء… ووفاء

صاعدون لسدرة المنتهى

يحملون أحلامنا على أعمدة السماء

وخيوط الغيم/ وهمس النجوم، قادمون من زهر الياسمين

وذرات الرمل/ من أبجدية لا تعرف النسيان

من آخر التاريخ

يحمل ألف هوية وانتماء

وطني، حماتك قادمون/

يبدو أن (قصيدة النثر) تأخذ مكانها في حقل الشعر العربي في كل بلداننا العربية إلى جانب قصيدة التفعيلة والقصيدة الأم،قصيدة العمود، في حمص ثمة أسماء تزهر قصيدة النثر في نتاجاتهم مثل : خديجة الحسن وفاطمة الحسن ومحمد خير داغستاني و….خضر أحمد علي

عيسى إسماعيل

 

المزيد...
آخر الأخبار