نقطة على السطر .. طنة ورنة

بعد أيام ..ولنقل شهراً بالتمام والكمال من الانتظار ظل المواطن يمني النفس بالقبض على ضالته من البصل المفقود والذي وجده مطروحاً بكميات وافرة وبسعر أقل نسبياً في صالات السورية للتجارة وعلى البطاقة الذكية تحديداً كون أسعاره في الأسواق حلقت ،واعداً نفسه بتنكيه طبخته بالبصل التي اعتادت يداه على تقشيره ،ليفقد اليوم رائحته كما افتقد غيره من الروائح الذكية فباتت مقومات طبخته كما حياته “بصل ببصل “لتحل محل “لحم ببصل ” وبالرغم من همسات الاشمئزاز المخنوقة حصل على حصته “مكرهاً أخاك لا بطل “متفاجئاً بالنوعية الرديئة المطروحة والمصابة بالعفن والغنية بالجذور الصلبة الغير صالحة للُأكل ما جعل مقولته الشهيرة “باكل خبزة وبصلة “المعبرة عن رضاه ببساطة العيش وتقشفه تثير الرعب في قلبه كون “صاحبه “ينافس اليوم ملوك الطعام كافة بل ويضاهيها تعنتاً وكبراً فبات له “طنة ورنة”يتداوله المواطن في حديثه اليومي بعد أن ضاع الإنتاج مابين تصدير له ومابين العزوف عن زراعته نظراً للخسارة الكبيرة التي لحقت بالفلاح الذي دخل في نفق مظلم ليخرج إلى نفق أكثر ظلاماً وما يزيد طينته بلة ارتفاع سعر السماد مؤخراً ومن ثم  تأخر وصوله له عن طريق الجمعيات الفلاحية لتتسارع أصوات الحاجة التي تعطينا كل يوم دافعاً قوياً لالتقاط الأفكار وصياغتها في أنات صاخبة عن أحوال المواطن الذي يفتتح يومه الجديد على أحوال أكثر بؤساً علنا نطفئ جذوة ظمأه في الحصول على مقومات الحياة راسمين مخططات للتغلب على الوضع الصعب آملين أن يصمد الراتب في الأيادي المشدودة حتى العنق خوفاً من طيرانه..

عفاف حلاس

 

المزيد...
آخر الأخبار