كيف يعيش الموظف هذه الأيام ؟! في ظل نيران الأسعار المتوهجة التي حرقت جيبه وقلبه بآن معا حتى وصل لمرحلة عجز فيها عن التأقلم معها.
كيف يعيش في ظل تجاهل متطلباته الحياتية اليومية وأهمها لقمة العيش التي باتت هما يوميا تسبب له القلق والخوف على تدهور صحته وصحة أفراد أسرته مستقبلا جراء سوء التغذية حيث لايستطيع تأمين الحدود الدنيا منها , فمكرها أخاك لابطل ألغى من قائمة وجباته اليومية مادة اللحوم بأنواعها والحليب ومشتقاته ومؤخرا الحبوب بأنواعها حتى مادة الخبز توزع عليه بالقطارة وعلى البطاقة مع تجاهل تام لحاجة أفراد أسرته اليومية المطلوبة من هذه المادة فقد فرضت عليه كمية محددة دون دراسة أو بحث دقيق وحدث ولا حرج عن المشاكل اليومية الناتجة عن ذلك والمعنيون كأنهم غير معنيين رغم وعودهم بالدراسة والتدخل والتعديل للمخصصات والبرنامج لكن لاحياة لمن تنادي !!
كيف يعيش صاحب الدخل المهدود و معاشه الشهري لايكفي قوت يومه ولايعادل قروشا مقارنة بأسعار المواد من حوله الغذائية وغير الغذائية .
للأسف الشديد ثبات الراتب الشهري للموظف خلق فجوة كبيرة ما بينه وبين الأسعار ما أدى لصعوبة المعالجة بسبب الفروق الكبيرة التي تنامت وازدادت بشكل تصاعدي بسبب تجاهل أحواله المعيشية .
سابقا كانت زيادة الرواتب والأجور تسبق زيادة الأسعار لذلك كنا نعيش حالة من الاستقرار إلى حد كبير والتأقلم مع الوضع الجديد لكن اليوم اختلفت المعادلة حيث نشهد الاستقرار والثبات فقط في الرواتب والأجور مع ارتفاع جنوني بالأسعار وهذا الأمر أوصلنا لمرحلة العجز في إمكانية التأقلم مع الأوضاع المعيشية الطارئة الجديدة لأن الهوة غدت مخيفة لايمكن بأي شكل من الأشكال ردمها؟!!
المضحك المبكي في نفس الوقت أن الجهات المعنية تماشت وسارت مع موجة ارتفاع الأسعار ومتطلبات التجار الصغار والكبار منهم في المساهمة بشكل تدريجي بزيادة الأسعار بحجة زيادة أسعار الصرف و أسعار المواد الأولية والتكلفة وأجور النقل وغيرها من الحجج بالإضافة لزيادة الرسوم والضرائب بكافة أشكالها متجاهلة عن قصد أو غير قصد دخل المواطن الحالي الذي بات يضرب أخماسه بأسداسه ليركب الموجة ويسير معها لكن دون جدوى.
لاشك أن للحرب والحصار الاقتصادي الذي فرض على بلدنا دورا كبيرا في الحال الذي وصلنا إليه لكن هذا لايعفي المعنيين من دورهم ومسؤولياتهم ,فإن كانوا لايعلمون بأوضاع وأحوال المواطن نتيجة ماذكرنا آنفا , فتلك مصيبة وإن كانوا يعلمون ويتجاهلون ولم يضعوا الحلول المناسبة ليعالجوا المشكلة فالمصيبة أكبر !!
محمود الشاعر