تحية الصباح .. إرادة وطن ووعي قيم ..

مثخنات الجراح مداد آلام , ومواجع ظروف , ومشيئة أقدار صدى لواقع معيش , استجدّت به الأيام زلزالاً مدمراً وجاءت به صروف , على وطن مسكون بالأهل والأحباب , ومعرّش بياسمين القيم والسجايا والمثل , ومزهوّ بأوابد من صروح شهامات هي في أسفار الأمجاد, وحال المآسي متاعب أنفاسها شهقات أعمار في توكيد بناء عبر كل كدّ وكدح , وأحلام عمّرتها السنون أمنيات صوب كلّ جد , وسوّرتها الهمم صنو كل بنيان وروّتها المهج كل سُقيا على مطلول سرح مداهُ كل يوم ولعلّه سفرُ كلّ جهد على دروب الأماني , ومواجد احتضان الأيام اغتباط خير إلى خير لشمولية مدارات في جذوة اتقاد حبّ ومحبّة لإنسان ومجتمع ووطن وحياة .. إنها مثخنات جراح على خدود أسيلة , تحاكي الشمس نقاء , متّسع الدّنا رحابة بهاء يحمل الخير مواسم مواسم إلى بيادر الجوزاء وعي نبالة في تحفّز ومسار سلوك هديهُ ساميات ثوابت , وراقيات أفعال   وإذا ما اغرورقت المآقي , وتجلّد حال , فحسب النباهة عزّتها في وقار أهليها ألف إدراك وإدراك والدّمعة على البطل عزيزة شموخ كبرياء بتباريح نباريس الشموس ضياءً في رأد ضحاها , والأعلام أطواداً في ذراها .. هي ظروف وصروف وأقدار في معاناة جاءت بها كارثة زلزال, وارتدادات هزات , وأثر ذلك في ذواتنا عقلاً ووجداناً ,وطننا واجه ويواجه الحرب الكونية وهو تاريخ حضور في مثاقفة الحضارات , وساحات الوغى , ومجالس الفكر , ومقارعة الاستبداد العثماني والاستعمار الأوربي والإرهاب والمشاريع والمخططات والانكسارات العربية معاهدات وتطبيعاً .. وهو لإثني عشر عاماً يقاوم إجرام التآمر و مفرزات الحرب الكونية عليه , محاولات لهيمنة ودول استعمارية أوربية تقليدية , وواقع إقليمي وبعض أنظمة عربية وعصابات إرهابية من مرتزقة وغيرهم بكلّ ما عمل عليه ــ كلٌّ حسب أجندته ــ محاولاً النيل من سورية بكل وحشية وشراسة وبممارسات يندى لها , ومنها جبين التاريخ , ولباب العقل , والضمير الصاحي وحتى الزمن في سردية أحداثه , والقيم ما بقيت الحياة تردد أنفاسها في صدور أبنائها .. إنّ الحرب الكونية على سورية الوطن والمكانة, والمواقف المبدئية الوطنية والقومية الثابتة , وما جرّته من تحديّات وظروف متعددة الجوانب لم ولن تؤثر فيها كينونة وطن في قدر وجود ضمن مهابة ركازها إرادة فعل مقاوم , وتضحيات وبطولات وتجذّر صمود, وعلى الرّغم من كل ما كان وما تلاه من حصار جائر ظالم فإن سورية مؤكدة دوام الانتصار في مسارات الحياة كلّها   وها هي قيم النبالة للأشقاء العرب والأصدقاء والحلفاء , تترافد حضوراً رسمياً , وسبقاً شعبياً , حميّة إنسانية مؤازرة ودعماً لسورية التي لم تكن يوماً إلا دولة مؤثرة في معنى الأمة العربية الواحدة ذات رسالة خالدة و مؤسسة / الجامعة العربية / والإقليمية , والدولية أيضاً عبر المؤسسات التابعة لهيئة الأمم وغيرها وبالشكل الحضاري الذي يجسّد القوانين ويحترم العمل والمعاهدات والمواثيق الدولية

إن هذا الحراك العربي و شريان القوافل العربية والدولية بجانبيه الشعبي والرسمي إنما يؤكد مكانة سورية التي يدركها الجميع ويعرف أنها قلب العروبة النابض , وأنها وعي الكفاح في دروب النضال , ومعقل الشهامات في مسار الأمة لذلك فإن هذا الدفق العربي نبالة قيم ونهوض أمة هو عودة العرب إلى سورية , وتوكيد النخوة العربية وقيم روابط الأمة وحميّة الوجدان العربي , والضمير العربي الأصيل , وتوكيد أن العرب أمة واحدة  تتعلّم الأجيال سردية حقائق التاريخ , فتقرأ الماضي بعيون الحاضر , والحاضر بعيون المستقبل لمعنى الأمة في حقيقة روابط انتماء , وإرادة موقف . إن الانفتاح العربي على تدرّجه , ومعطى الفروق الفردية فيه مواقف إنما هو المسار الصحيح بالمعنى العام , وهو يقوى على قدر تجسيده معطى ثابتاً يتحدّى كل الحوائل والموانع, ولاسيما الهيمنة الأمريكية , والتحرر من التبعيات الغربية وتحقيق الصوابية العربية في تمثّل قيم الأمة وإدراك دورها مجتمعة في مواجهة المشاريع الغربية والمؤامرات الصهيونية والإرهاب , وتعزيز العمل العربي واقعاً وممارسة ضمن مفهوم الانتماء القومي الأصيل ترابط قول على عمل إذ أبناء الوطن أسرة واحدة في نسيج وجدان وطني قيمي سامٍ , يد العون هي حنو الأخ على أخيه , وتعاضد التراحم , وتجذّر معنى المواطنة الحقّة في مهاد العقل والوجدان , وحال الجميع أنفاس الحياة لمكانة وطن , ومحبة أهل , نسب الجميع قيمُهُ وطناً , وقيمهم أصالة  ولسان الأهل أسرة وطنية والأشقاء والأصدقاء والحلفاء , وأحرار العالم صدى لوعي الجميع نسج نفحات إنسانية سامية ,إنّ الحصار اللاشرعي , واللاقانوني , والأحادي الجانب والجميع بصوت مدوٍّ : يطالبون برفع الحصار وإلغاء العقوبات وما فُرض من عقوبات فالحياة مكارم القيم في ثوابت إرادة وطن , من مثل وشهامة أبناء الأمة والحلفاء والأصدقاء وأحرار العالم.

نزار بدّور

 

المزيد...
آخر الأخبار