نقطة على السطر ..كاد المعلم أن يكون رسولا

رحم الله أمير الشعراء احمد شوقي الذي كرم المعلم بشعره الراقي عندما قال:” قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا” وشوقي عندما رفع من مستوى المعلم فهو لأنه يؤمن إن المعلم صاحب رسالة مقدسة يوصلها إلى الأجيال الناشئة التي ستكون اللبنة الأساسية في بناء الأوطان وهي حاملة تلك الرسالة التي أوصلها المعلم …هي رسالة علم وإنسانية بكل ماتحمله الإنسانية من مبادئ سامية  ولعلنا اليوم ونحن نحتفي بعيد المعلم العربي لابد أن نجري مقارنة بين الأمس واليوم حول مكانة ودور المعلم في بناء الأجيال على اعتبار انه حامل رسالة علم و مربي للأجيال التي هي أمانة غالية في عنقه.

بداية لابد أن نعترف بما كان يبذله المعلم من جهد في كافة المستويات التعليمية مقابل اجر لايتناسب مع هذا الجهد،ومع ذلك لم يكن ليتوقف عند هذه النقطة بالتحديد ،كان يعطي بلا حدود وما يهمه أن يرضي ضميره ويوصل الرسالة كما يجب أن تكون،يومها لم يكن ما انتشر في هذا العصر الاستهلاكي من دروس خاصة في معاهد أو منزل المعلم أو المدرس ،كان الطلاب كلهم سواسية ومايميز هذا عن ذاك هو الجهد أولا والذكاء ثانيا،كان الاحترام من قبل التلاميذ والطلاب لحامل الرسالة يعطي المجال للاستيعاب الأفضل لأن الطالب على قناعة تامة أن فهمه وتحصيله يعتمد فقط على المعلم والمدرسة  .

مازلنا نذكر أن مدارس الريف كان يعين فيها معلمون ومدرسون من المدينة ومن مناطق بعيدة ،يأتون دون رفض أو شعور بالظلم ،ولنتخيل أن مدرسا يقطع سبعة كيلو مترات وسط الثلوج للوصول إلى المدرسة.. ومع تطور العصر كما يعتبره الكثيرون ودخول موضة المعاهد الخاصة والدروس الخصوصية وتوطين التعليم بحيث يتم تحقيق الاكتفاء الذاتي من أبناء القرية أو المنطقة ،بدأ التراجع في مستوى التعليم العام مقابل انتشار التعليم الخاص وأصبح العديد من حاملي الرسالة ينظرون  إلى الطالب كقيمة تساوي أجور الساعة الخاصة،ومن الطبيعي أن يتراجع الاحترام والتقدير من قبل الطلبة طالما أنهم أصبحوا من أولياء نعمة حامل الرسالة.

كلنا نتطلع لحياة أفضل ومن حق الشمعة التي تحترق لتنير الطريق للأجيال أن تكرم وتعيش حياة كريمة كما يحدث في الدول التي مازالت تعرف قيمة بناء الأجيال البناء السليم ،ومع ذلك ليس بوسعنا إلا أن نطالب بحصول كل حامل رسالة على مايستحق كي يستمر في العطاء وكي نعيد التعليم العام إلى الطريق السليم الذي سلكه السابقون….

عادل الأحمد

المزيد...
آخر الأخبار