في قلبي شوق دائم … أحن إلى دفاتري وأقلامي ومعلمي الذين مازلت أمرّ على أحدهم لألقي عليه التحية ولأستجر صور الماضي التي باتت تفصلني عنها عقود قليلة , ذلك المدرس الذي انحنى ظهره وأكسبه الشيب وقاراً ومازال قادراَ على العطاء , متفاعلاً مع رسالة التعليم للوصول مع طلابه إلى الهدف… إذ كنا نفهم الدرس مباشرة في الصف ولم نكن بحاجة إلى دروس خصوصية ولا معاهد , ليدور الزمن بجنون إذ حصل ثمة شرخ وتغيرات في المفاهيم ربما لتواتر الأحداث وتسارع خطواتها دور في التأثير على العملية التعليمية مما يجعلنا نتساءل هل هناك خلل أو تقصير ما إن كان من ناحية المعلم أم من الطلاب أم من الإدارة أم من جهة الأهل الذين فقدوا سيطرتهم على أبنائهم الطلاب, مما يمنع المعلمين عن توصيل المعلومات وشرح الدرس نتيجة شغب الطلاب حتى ولو كان المدرس مشهوداً له بالكفاءة كونه بات عاجزاً عن تهديد الطالب بالفصل أو الضرب حسب القوانين الصارمة بالمنع ليقوم الطالب بتحدي مدّرسه بعد أن واصل كدّه وتعبه زمناً.
في شهر آذار تشتعل البهجة بقدوم مناسبات عزيزة نتمنى من خلالها أن ينال المعلم أو المدرس الكفء حقه من التكريم في بلد ترتكز أساساته على العلم والتعلم .
عفاف حلاس