تجمع القراءة بين المهارة الأدائية نطقاً والاستيعاب والتذوق و الأنساق اللغوية أساليبَ وقواعدَ لغوية بما يؤكد حسن الأداء , وجمال التعبير , ومغزى العبارة ليأتي المضمون محتوى تكاملية رسالة في مكين فكرة وما بين جلاء الفكرة وضوحاً , و أناقة النطق تناغمَ حروفٍ في رحاب كلمات , كأنها عبارات من سلاسل مقصّبة بأبهاء مخارج الحروف , وترافد الصّيغ , وجماليات الأساليب , ومتون الإسناد أنواعاً ,وتوافق علامات الترقيم صوى تعزيزاً للمعاني , وتجسيداً للدلالات مع أدوات الربط عبر الإمساك بناصية الطلاقة توكيداً لثقة في الذات مهارة , وبالمعنى المقروء وعياً كلياً ضمن تحضير مسبق تمثلاً للمعنى فقرات في جزئيات ونصاً تكاملياً في شمولية محتوى تكون القراءة دربة تجمع بين المبنى و المعنى , وتفضي إلى قيمة مضافة في استلهام تمام العبارة ضمن حدس تذوقي من خلال شرفات رؤوس الأقلام فيستبين المعنى , وقد أرهص له فهم التعبير عبر منطوق العبارة , فلا تكون بهر أو إعياء , أو تلعثم , أو توظيف لبعض حروف تفيد الإضراب من مثل ” بل ” توكيداً لاعتذار عن وهم في ضبط حرف أو حروف أدت إلى انحراف المعنى جراء خلل في بعض مؤشرات مبنى في توهم ضبط على غير هديه السليم أداء ولا غرابة , إن حدث ذلك ضمن التماس بعض عذر , لأن اللغة العربية لغة الحروف الدقيقة , لكن بالإعداد الجيد , والتحضير المسبق للنص فهماً لدلالات الكلمات في مكنون معانيها يكون اللفظ الفصل في مباشرة معناه حال قوس شده وتر فانتظم في كبد مرماه .
إن القراءة السبك بمسؤولية اللغة في منظوماتها و أنساقها المتنوعة مجالات وحدة تكاملية مع الدربة في حسن الأداء , وبلاغة التذوق جراء صقيل فهم , إنما ذلك كله يحقق جماليات اللغة في كينونتها سردية تعبير عن كل سيولة ذهنية في الأفكار والفِكر , ونباهة الذكاء اللغوي سعة إدراك معان ورونقاً في قراءة خلابة فيكون التأثير في المتلقي , إذ وصلت فكرة المقروء , وكم من عبارات في الشعر أكملها المتلقي صدى الإيقاع في مواءمة معنى : ” … و الأذن تعشق قبل العين أحياناً ” والقراءة توصيفاً ذات ومستويات و أنواع متعددة مثل القراءة الصامتة والجهرية , والتصفحية , والتعبيرية , والتقويمية والتقيمية الناقذة , والتي يصبح فيها ما بين تقويم وتقييم القارئ شريكاً في إنتاج النص , لكأنه مشارك في صوغه .
إن أداء القراءة بلاغة حضور فما أجمله عند كل من الشاعر عمر أبي ريشة , وكذلك الجواهري , وغيرهما . وهكذا بعض من المتحدثين الذين نغتبط بسماعهم , حتى لتغدو مهاراتهم في القراءة أو الإلقاء عاملاً محفزاً لانشراح يداخلنا فلا تمل سماعهم ..
إن اللغة في التدوين ترينا حللها البهية ساحرة الجمال , وترينا واقع صاحبها ما بين إجرائي الكتابة لغة أو آخر نجده مبدعاً مثقفا باللغة وفهمها , وغنى محتوى مادته المعرفية صداقة علم ومعرفة , وسداد منطق في دقة محاكمة منطقية في تحليل و تركيب , واستقراء واستنباط وتقويم وتقييم , وهكذا نقرأ بصراً نفوراً لغلط لغوي , أو خطأ معرفي , فبداخلنا بعض تساؤل أو ملاحظة في لوم . على أننا في واقع اللغة سردية أخبار أو حوارات مسموعة أو مشاهدة ترانا نتوعر في سماع عبارات مغلوط فيها , نطقاً , وحتى على حساب المعنى , واللغة ضبطاً وقواعد أيضاً , عدا عن الأداء الذي يجافي مهارة الأداء القرائي أو الحواري الذي يفترض أن يبعث المعنى دهش ترنم وتنغيم و إظهار بعض انفعالات شعورية تعزز المعنى المقول حتى يصل المعنى إلى أعماقنا دسم دلالة يحط رحلها في لباب وعيها بقوة مغزاها فينا , منتجاً وزاداً لأذن إجرائي الحال تكويناً وظيفياً للأذن سماعاً . إن الأمر كامن في اللغة قدراً وقيمة ولساناً وهوية إنسان عربي و أمة عربية , وجانب قيمي لمهابة اللغة في ركاز أبنائها , وتعبير عن رزانة الناطق بها أو المتجذرة فيها وسعة ثقافته وجماليات معانيها في المقروء يجسدها هو بقراءته أو لفظه … شتان بين واقع وظيفي إجرائي , وآخر وظيفي ممهور بالقراءة الصامتة حجر أساس لتدريب مستمر تقوى فيه ذات القارئ أداءً لفظي فيغدو الحضور الوظيفي بها طلة بهية و إطلالة ذكية ويروح المقروء شدو طرب يوقع ذاته في النفس فيأسر صاحبها المتلقي فتكون اللغة مقروءة أو مسموعة ضمن سردية إخبارية تكاملية لغة في جمال مهارة , لنبوغ مبدع فاللغة كائن حي وبلاغة المرء فيها حيويته هي أسُّ وجودها استخداماً وظيفياً في جنبات الحياة .
نزار بدّور