الناس ينتظرون قدوم شهر رمضان من عام لعام،وقد اختلفت الطقوس والعادات مع تطور الزمن مع المحافظة على المظهر الخارجي كي يشعر الصائمون أنهم في شهر الخير حبات التمر وكوب اللبن أصبحت مجرد رمز وعند القلة مقابل الولائم العامرة لمن استطاع إليها سبيلا …وقد أصبحت أعداد هؤلاء أكثر من أن تعد أو تحصى مع ازدياد أعداد محدثي النعمة الذين يستغلون المناسبة لإظهار مقدرتهم وإمكانياتهم المادية عبر وليمة إفطار على الأغلب لمجموعة من الناس الذين يردون الجميل عبر الثناء على كرم المضيف وأخلاقه العالية . وهذه المظاهر لسنا في وارد التوسع في الحديث عنها،ولكن ما يحز في النفس أن الشهر الفضيل أصبح مناسبة لتحقيق الربح الفاحش حيث الحاجة التي تدفع الناس لشراء حاجات مختلفة وإضافية فيكون التجار والباعة على اختلاف مستوياتهم بالمرصاد لتحقيق أكبر ربح و استغلال عبر البيع بالأسعار التي يريدونها .
واقع حالنا يقول إننا في وضع كثرت فيه الشماعات والحجج كي يغني كل على ليلاه ..النقل…المحروقات…أسعار المواد الأولية ..أجور اليد العاملة ومعها مباركة جهات الرقابة لما يجري من خلال التنبؤ قبل حلول الشهر بعدة أيام أن الأسعار سوف ترتفع وكأنها كانت منخفضة. مايضحك ويبكي معا ،العروض الوهمية التي تقدم بأسعار تعادل راتب الموظف من الفئة الأولى بسلة غذائية لا تقدم ولا تؤخر ولا تشكل سوى جزءا بسيطا من حاجة الأسرة خلال الشهر المبارك. من هنا يبدو أن الصيام أصبح نوعيا وعلى العلن ،وهناك من يصوم برفاهية وآخر يصوم على الخبز والماء والأجر عند الله.
عادل الأحمد