نبض الشارع ..ملف البصل

لكل مقام مقال ، ومقام البصل تصدر واجهات الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي بزوايا  واستطلاعات رأي ولقاءات مسموعة ومقروءة ومرئية ونال من الشد والجذب مالم تنله مادة أخرى ، ليس لقيمته الصحية أو المادية وإنما لكون إدارة أمورنا المعيشية ليس لديها الرؤية المستقبلية الكافية في إدارة الأزمات وغياب الخطط والبرامج الفاعلة في مواجهتها في الوقت المناسب والاستفادة من التجارب السابقة والمتكررة ابتداء من حبة الدواء حتى لقمة الخبز التي باتت تعز على موائدنا يوم الجمعة – خصوصاً – حيث لا مخصصات وبقية الأيام من لم تكفه مخصصاته فليتناول “الكاتو”..

سوء إدارة لا تقر بها الجهات المعنية وإنما تتمادى في مراكمة الأزمات واستفحالها الواحدة تلو الأخرى إلى أن تصبح ” أزمات معندة ” معقدة ، يصعب حلحلتها أو التخفيف  من آثارها وتبعاتها السلبية وربما الكارثية .. وما على المواطن سوى التكيف مع تسونامي الغلاء الفاحش الذي يجرف الراتب ويبتلعه بعد بدء الشهر  بثلاثة أيام  فقط.. يعني قصر نظر بإدارة أزمة تتوافق مجرياتها مع عقلية تاجر يعمل كالمنشار يصدر ويحتكر ويستورد ويفرض أسعاره على السوق.. والبصل خير مثال ، حيث تم تصديره دون دراسة ناجعة لاحتياجات السوق المحلية ومن ثم تم استيراده ، فما هذه التوليفة الغريبة العجيبة وبلدنا زراعي ونستورد البصل ويوزع عن طريق البطاقة الذكية بـ 6000 ل.س وحتى هذا الحل كان قاصراً  لأن الرؤية قاصرة  ولم تنظر بعين فاحصة إلى مادة سريعة العطب والتلف ما جعلها تتخبط في توزيعها مرة كيلو ثم عدلت إلى اثنين ثم إلى أربعة ولا حاجة للذكاء لمعرفة كيفية تصريف الكمية المتبقية  والتي ستنال الحاويات جزءاً كبيراً منها ، فتقنين المادة لفترة طويلة عرض معظمها للتلف ، والخسارة  لا تسأل من جيبة من ستدفع … إدارة ملف البصل بهذه العقلية تقاس عليه بقية الملفات ،  اللجان نفسها التي تقر بالعجز في مادة وعدم قدرتها على تغطية السوق المحلية تصادق لاحقاً على محاضر التصدير .. وهكذا تدار الدفة …حيث لم تبلغ قرارات الجهات المعنية  مستوى من العمق والنضج ما يمكنها من السيطرة على السوق  في الوقت المناسب …

ومن السذاجة أن تتكرر أزماتنا الاقتصادية في ظل واقع  البحصة فيه تسند جرة ….

وصلنا فيه إلى قاع البؤس يتحمل أغليها  حسابات الجهات المعنية الخاطئة وعجزها المتعاقب ولا تستطيع حياله أن تأكل حتى  البصل لتنسى ما يحصل …

حلم شدود

 

المزيد...
آخر الأخبار