حققت الاتصالات نقلة نوعية وقفزة كبيرة بعد دخول جهاز الموبايل الميدان من أوسع أبوابه,وأصبح نقل الأحداث والأخبار يتم بسرعة البرق،ودخل المواطن العادي هذا الميدان.
وكنا منذ سنوات ,قبل إنتشار هذا الجهاز العجيب نقول أن كل من حمل كاميرا تصوير أصبح صحفياً،اليوم أصبحت المقولة أن كل من أقتنى جهاز الهاتف النقال الذي أصبح الصديق الحميم ,أصبح صحفياً ولنا أن نتخيل عدد الصحفيين في كل مجتمع…!!
وبالتأكيد إن من يسمون أنفسهم أصحاب المهنة ,تضايقوا من هذا الذي يسمونه تطفلاً على مهنة البحث عن المتاعب وراحوا يطالبون عبر إتحادهم وإداراتهم بوضع تشريعات وتعريفات تحدد من هو الصحفي.
مثل هذا الكلام كان ممكناً قبل انتشار الموبايل بهذه الكثافة,وقبل انتشار ما سمي صحافة الموبايل(صحافة المواطن أوصحافة الشارع) فأصبحت هذه المطالبات غير مسموعة أوغير مجدية لأن لا أحد يستطيع منع حامل الموبايل من التقاط صور الأحداث وإرسالها إلى أصدقائه وحتى إلى وسائل الإعلام التي تتلقف اللقطات المميزة وخاصة الصوت والصورة التي تعطي قيمة مضافة وكبيرة للأحداث وتكتسب مصداقية من الناس والمتابعين.
وحتى في مجال التعريف من هو الصحفي ،هناك تعريف يقول هو مؤرخ اللحظة ،وآخر يعرفه على إنه موظف في وسيلة إعلامية يتقاضى راتبه كل شهر،فأي التعريفين ينطبق علينا، أو كي لا نتهم بالمبالغة،أو على أغلبنا؟؟
تأريخ اللحظة يقتضي الوجود في مكان الحدث لحظة وقوعه,فهل يستطيع أحد توقع زمن ومكان الحدث؟؟طبعاً هذا مستحيل وهذا ما تحقق مع اختراع هذا الجهاز العجيب الذي أصبح حامله مؤرخ اللحظة فعلاً كما حدث في حريق مترو الأنفاق في لندن عام 1987عندما استطاع مواطن ربما يكون الوحيد الذي يمتلك جهاز موبايل في تلك اللحظة تصوير الحريق وتوثيقه ،وقد سارعت كبريات الصحف البريطانية لشراء الصور ومن ثم تم استقطاب المواطن للعمل مع إحداها.
ويبقى التساؤل حول المصداقية, وحول مدى صحة ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي,والمقياس في هذا الموضوع،والجواب يكون في حكم الضمير والأخلاق وقد عانينا طوال سنوات الحرب على سورية من الفبركة والتضليل الإعلامي من خلال الاعتماد على أجهزة الموبايل,ولكن مع مرور الوقت سقطت كل الأقنعة وتكشفت الحقائق وسقطت المواقع وحتى الأشخاص الذين عملوا على التضليل وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح.
وليس من باب الدعاية لشركات الخلوي،لأنها الحقيقة,اختراع الموبايل غير القواعد والمفاهيم وزاد من سرعة التواصل ونقل الأحداث,وهو جهاز بإمكانيات لامحدودة يمكن أن يغني عن جمهور من الفنيين في عمليات التصوير والمونتاج وحتى الإنتاج…الخ..
عادل الأحمد