نبض الشارع… تسول مأجور

طفال غادروا أعشاشهم باكراً، جردوا من براءتهم وأحلامهم ووقف بهم العمر على الطرقات، يتسولون ،ينكشون الحاويات ليخرجوا بالفتات..

تشردهم حالة مرضية –كماً وكيفاً- تتفاقم أعراضها يوماً بعد آخر، وحلها ربما يكون معقداً للغاية وخاصة في ظل ظروف مادية قاهرة وأوضاع معيشة صعبة ..

يرى كثيرون أن حالات التسول المتفاقمة  لا ترتبط بالفقر والقلة وإنما تخضع لابتزاز واستغلال ” مشغل” قد يكون والده أو أمه أو أخاه، يستغل ويسلب براءة طفل لا حول له ولا قوة ، وبعض من تلك الحالات وهم قلة يعملون بدافع تلبية احتياجات أسرهم المعيشية ..يعني بالحالتين هم ضحية ….ضحية مجتمع وتربية وأوضاع معيشية يسودها الفقر .. فالطفل عندما يمضي يومه كاملاً وربما ليله في الشوارع والأزقة مستجدياً المارة وأصحاب السيارات بكلمات تحركها شفاهه بطريقة آلية يُوبَخ من هذا ويُضرَب من ذاك دون أدنى شعور أو إحساس.. هؤلاء الأطفال بضاعة سترد إلى مجتمعنا لاحقاً ..هكذا هي شروط الحياة ونتائجها على مبدأ التغذية المرتدة ،  المجتمع سيدفع الثمن لاحقاً و الثمن موجع ومفزع ، ومقلق، هؤلاء بحاجة إلى رؤية إنسانية واجتماعية صادقة كلنا نعرف أن مدينتنا حمص كانت توصف بالمدينة الخالية تماماً من التسول ،نظراً لوجود جمعيات خيرية تستقطب هكذا حالات وتعالجها ، والضرورة تقتضي  التواصل والوقوف على حالاتهم الاجتماعية  والتعليمية والإنسانية بما يكفل اندماج هؤلاء الأطفال مع أقرانهم ، وتوجيههم الوجهة  الصحيحة التي تجعلهم يبحثون عن أحلامهم في مكانها الصحيح ..

جدير بالمبادرات الأهلية والجهات الاجتماعية أن تخلق   قنوات تواصل مع هؤلاء الأطفال تضمهم وتساهم في صنع حاضر ومستقبل هؤلاء المشردين براعم الأمل .. الغد المنشود….

بضاعتنا سترد إلينا لاحقاً …تشرد..جرائم..مستقبلهم بأيدينا؟!!

حلم شدود

 

المزيد...
آخر الأخبار