تحية الصباح ..عندما تتحدث اللوحة !!
من يزور المعرض الفني التشكيلي الذي يقام حالياً في المركز الثقافي العربي بحمص , لابد أن يشعر بالسرور لسببين هامين : أولهما هذا الحشد الكبير من الفنانين التشكيليين –الهواة , الذين قدموا لوحات مدهشة , لمواضيع متنوعة , وتقنيات متعددة الزيتي والمائي وقلم الرصاص والفحم .. وغير ذلك , وثانيهما : لأن هذا المعرض يؤكد الأهمية الفنية والغنى الفني التشكيلي الذي اشتهرت به حمص التي رفدت الحركة التشكيلية السورية , ولا تزال بأسماء هامة جداً مثل : فيصل العجمي ورشيد شما , وقبلهما: صبحي شعيب وأحمد دراق السباعي ومصطفى بستنجني وغيرهم كثر مثل عبد القادر عزوز ووليد الشامي ونجاة زخور ورانيا الألفي وإميل فرحة وسليمان الأحمد وإسماعيل الحلو وغيرهم .
اللوحات يصل عددها إلى أكثر من مائة لوحة , لعشرات الهواة ما يجمعها قاسم مشترك هو التعبير عن واقعنا الاجتماعي والثقافي ، ثمة لوحات تمجد الشهادة والبطولة في مواجهة العدو , وفي مواجهة الإرهاب وثمة لوحات تركز على رسم الوجوه ( البورتريه ) كما في التجربة الجميلة للفنانة أميرة يوسف وإيفون دبول وأتوقف هنا عند تجربة الفنانة أميرة يوسف ( الرسم بالألوان الزيتية على القماش ) لأنني سمعت منها أنها تسوق لوحاتها خارج القطر وهذا معناه المستوى الفني الجيد على الأقل .
وثمة أسئلة تحضرني بمناسبة هذا المعرض , وهو إثارة الشكوى التي يرددها بعض الفنانين وهو : لماذا ترفض طلبات أغلبهم بالانتساب إلى اتحاد الفنانين التشكيليين ؟! نسأل ونحن نأخذ بعين الاعتبار الشروط الفنية للانتساب لهذا الاتحاد ,ولكن أن يقبل فنان واحد أو اثنان خلال عدة سنوات من حمص , فهذا لافت للنظر , سيما أن هذه المنظمة ( اتحاد الفنانين التشكيليين ) تقدم الكثير لأعضائها مادياً ومعنوياً ولعلنا نذكر أن عشرين بالمئة من أعضاء الاتحاد في إحصاء أجري قبل سنوات هم فنانون من حمص يقيمون في دمشق .
لايوجد , حتى الآن , دليل , أو كتاب يشكل مرجعاً للتعرف على الفنانين التشكيليين في حمص قديماً وحديثاً والدعوات المتكررة لإقامة متحف للفن التشكيلي التي ارتفعت قبل سنوات الحرب على بلدنا خبت فمثل هذا المتحف الذي يمكن أن يحوي لوحة أو أكثر لكل فنان ونبذة عنه هو ظاهرة حضارية موجودة في البلدان المتقدمة ونحن بحاجة لها .
الشكر لهؤلاء الشباب والشابات الفنانين والفنانات الذين يقولون عبر لوحاتهم … سورية صامدة … سورية حضارة وتاريخ .
عيسى إسماعيل