لا تختلف طقوس شهر رمضان المبارك بين البلدان فهو شهر الرحمة والمغفرة والعبادة ،أما المأكولات والأطعمة والحلويات فحدث ولا حرج حيث يفتخر كل بلد بنوع أو أكثر من أنواع المأكولات التي تتميز وتشتهر في هذا الشهر المبارك وهذا ليس بين البلدان فقط بل ضمن البلد الواحد وبين المحافظات ومدينة حمص تبقى حاضرة ولها الحصة الأكبر من الشهرة ولعل أشهر الحلويات التي تصنع في رمضان وتكثر في أسواقها هي حلوى “التمرية “وهي عبارة عن عجين محشو بالتمر ومقلي بالزيت ،ومن مادة التمر التي توجد داخل العجين جاءت التسمية .
أيضاً لا يمكن أن نغفل “خبز الصائم :أو ما يسمى في مناطق أخرى “المعروك “وهو أيضاً عبارة عن عجين مرشوش بالسمسم ،ويمكن أن يحشى بمادة التمر .
وفي جولة لـ”العروبة” على بعض أسواق حمص وتحديداً المحال التي تصنع وتبيع حلويات رمضان –التقينا أصحابها فحدثنا محمد مهباني صاحب منشأة لتصنيع المعجنات عن حلوى “التمرية “التي تتميز بها مدينة حمص فقط وهي من حلويات رمضان المميزة وأوضح أن صناعة هذه الحلوى متوارثة عبر عشرات السنين من الآباء والأجداد والمواد المصنوعة منها عبارة عن عجين محشو بالتمر ويقلى بالزيت ويحلى بمادة القطر وقد دخلت عليه إضافات من حيث تغيير الحشوة بداخله من مادة التمر إلى مادة القشطة أو الشوكولاته ،وجميع الأنواع هي من الأغذية المفيدة للصائم ،ومازال الإقبال عليها جيداً ،وسعر القطعة الواحدة لا يتجاوز 2000 ليرة ،وأكد أن الصائم لا بد أن يشتري التمرية فهي الصنف الوحيد الذي لا يصنع إلا في شهر رمضان بخلاف المأكولات والحلويات الأخرى المتواجدة في الأسواق على مدار العام ،وأوضح أن محله يعود لصناعة الفطائر والمعجنات بعد انتهاء الشهر الفضيل .
وفي منشأة ثانية لصناعة المعجنات شرح لنا محمد صلاح شيخ السوق طريقة تحضير “خبز الصائم “وقال :هذا النوع من المعجنات معروف منذ سنوات بعيدة وهو خاص بالشهر الفضيل ولذلك سمي بخبز الصائم حيث يوضع على مائدة الإفطار أو السحور ،وقد تطورت صناعته عبر الزمن وأضيفت إليه مواد أخرى كالتمر وفي منشأتنا أضفنا له هذا العام مادة القشطة والفواكه وقال :رغم الغلاء وارتفاع الأسعار إلا أن الصائم بحاجة دائماً لإتباع ما اعتاد عليه منذ سنوات كالإفطار على هذا الخبز ذو الفائدة العالية ،والطعم المحبب ولذلك نستمر في كل عام بإنتاج هذا الصنف بالكميات نفسها ،والإقبال مازال جيداً
أما عن الأسعار فأوضح أن القطعة الواحدة “الرغيف “غير محشو (5000)ليرة والمحشو و بمادة التمر (6000)ليرة سورية والمحشوة بالفواكه والقشطة بـ(8000)ل.س وارتفاع الأسعار مقارنة مع العام الماضي لا يعتبر كبيراً نظراً لارتفاع أسعار كل المأكولات ومستلزماتها إضافة إلى أن المنشأة تتكبد مصاريفاً إضافية نتيجة التقنين الكهربائي واستجرار مادة المازوت لتشغيل “المولدات الكهربائية ”
وحول الحركة الشرائية لهذه الأنواع ورأي المواطنين أكد المواطن أبو محمد أن القدرة الشرائية أصبحت ضعيفة جداً ولذلك يضطر لتأمين احتياجاته كما يقال :”من قريبو “ولأن طقوس رمضان لها ميزاتها ولا يمكن الاستغناء عنها يمكن شراء “خبز الصائم “مرة في الأسبوع بعد أن كان ضيف المائدة الرمضانية يومياً .
أما المواطنة صباح التي وقفت أمام محل صنع “التمرية” قالت :لم يعد الزمن كما كان ولم يعد للنقود قيمة فهي لا تشتري إلا النذر اليسير من الحاجيات ولكن نفرح الأولاد كل أسبوع أو عشرة أيام في شهر رمضان بشراء هذه الحلوى اللذيذة والتي لا نراها باقي أيام السنة فهي من الطقوس المميزة في الشهر الفضيل ولو قللنا الكمية إلا أننا لا نستغني عنها .
منار الناعمة
تصوير :ابراهيم حوراني