الماءُ غارقٌ يأْخذُهُ تفكيرُهُ إلى منابعِ ابْتِدائهِ يَنوسُ بينَ لَوْنهِ وذكرياتِ فِصْحِهِ .. ولِلْحصى أجْراسُهُ ولِلسّماءِ سَقْفُها
ولِلنُّجومْ ميلادُها .
جِسْرٌ يُريقُ حُلْمَهُ مابينَ خُطْوتيْنْ
داليَةٌ يُصَفِّقُ العنقودُ فيها
بعْدَ جُرْعتيْنْ – « مُدّي ظِلالَ وَجْهِكِ الرَّخيمِ أُوقِفِ الزّمنْ الجسرُ بيننا
وبيننا الحنينُ والشّجَنْ
شُرِّدْتِ ألفَ مرّةٍ
وكنتِ لي في كلّ دَوْرَةٍ نَبيذَها ،
ونهرَها الوديعَ .
تَفْتَحُ المياهُ ذلكَ الرُّواءْ
وَتَصْهُلُ الأشياءْ وَتَدْخلانِ مِعْطفا
وَتَمسحينَ ظُلْمةَ الغُبارِ عن قِنديلِكِ الذي أضاءَ.. وانطفا أَشْعلْتِ في مِشْكاةِ قلبي بِذْرةً .. تَدَفّقَ النّسيمُ بينَ شجْرةِ الأجّاصِ والكؤوسِ ، آهِ إنهُ ابتلاؤها
من أوّلِ ( الجريدة ) التي تقول (إنّنا) !!
أَوْلَمْتُ للطّيورِ كي تعود
كانَ وَدَّعَ الصّفصافُ ظِلَّهُ
وهاجرتْ أواخرُ الغيومِ ،
دَمْدَمَ الغُبارُ في دمي
وفارَ بي انْتِظارُ ليلةٍ
مَشْحونةٍ
بالرّعْدِ
والمَطرْ .
عبد الكريم الناعم