كادت شاعرتنا الجميلة تسقط وهي تصعد المنبر بسبب كعب حذائها ذي الطابقين بعد أن تعثرت ب»الموكيت» المفروش على الدرج أمام قاعة تغص بالحضور .مما أربكها خلال المشاركة وجعل صوتها متهدجاً خائفاً طيلة الوقت, ساهم في هذا الارتباك عدم تفاعل الجمهور الحاضر مع نصوصها الخرساء ,فلم يصفق لها إلا عندما سقطت في محاولة بائسة لتحويل العثرة إلى قصيدة ..نوع من التشجيع للمتابعة.بعد أن أنهت مشاركتها جلست قربي في الصفوف الخلفية حيث أحب الجلوس لتكون القاعة مرئية أمامي .. سرعان ما سألتني :كيف كانت مشاركتي؟ …هدَّأتُ من روعها ..واسيتها ..عاتبتها بالقول: بسيطة ..لست مرغمة في المرة القادمة على انتعال حذاء بكعب ذي طابقين ..لا سيما وأن الموكيت من النوع الرديء الذي يتلوى تحت الأقدام .فقالت حانقة : ذاك الناقد الغبي أوحى لي بضرورة الكعب العالي في الشعر_نظرت إليها بفم فاغر وعينين جاحظتين تكادان تنفران من محجريهما مستنكرة تصريحها الخطير _الذي يشبه في مصداقيته مصداقية التجار عندما وعدوا وزير التموين بعدم رفع الأسعار في رمضان _ مما استوجب منها الشرح والتوضيح فأردفت بالقول: نعم لقد وصف ذاك الناقد الأرعن نازك الملائكة ذات محاضرة عن شعرها وأدبها بالقول:(بأن كعبها عال في القصيدة ) ومنذ تلك المحاضرة وأنا أنتعل كعباً عالياً في الأمسيات الأدبية ..أردت أن أنتزع من ذاك الناقد ذات الإعتراف الأدبي ..طارت عيني من محجريهما لترتطما «بالفللير » والسلكون في وجهها ..رمشت كثيراً لأتأكد أنها ذات الشخص الذي قدمه عريف الحفل بلقب الشاعرة الأديبة الإعلامية سوسو كاتي التي فهمت عبارة (كعبها عال في الشعر على هذا النحو) … سحقاً للفيسبوك الذي صنف هؤلاء شعراءً …لا تزال النجوم تحوم حول رأسي بعد أن ضربتني بفهمها الحصيف ذي الكعب العالي لتلك المقولة ..تركت مقعدي جوارها مهرولة بحذائي الرياضي الذي لم أغيره منذ أول تفجير وقع في محافظتي لأنه يوفر لي خدمات لوجستية _إذا لم أكن إحدى الضحايا_ كما كنت في تلك الأمسية الشعرية
ميمونة العلي
المزيد...