القطاع الحرفي في المحافظة على سكة التعافي /600 مليون ليرة قيمة أضرار البنى التحتية في المنطقة الحرفية
يوجد في مدينة حمص منطقتين حرفيتين وهما المنطقة الحرفية في دير بعلبة و المنطقة الصناعية غرب طريق حماة ولتسليط الضوء على الواقع الحرفي للمناطق الحرفية والصناعية المتضررة و القائمة التي كانت تحتضن مشروعات صغيرة ومتوسطة ولمعرفة وضعها الراهن والاحتياجات اللازمة لإعادة إطلاق عملية الإنتاج فيها ، تجولنا في المنطقة الصناعية على طريق حماة وكانت لنا اللقاءات التالية مع أصحاب المحال لمعرفة الصعوبات التي تعترض العمل والإجراءات المتخذة من قبل الجهات المعنية لتذليلها …
تأمين قطع السيارات
أبو مصطفى ميكانيكي قال : هناك حركة ونشاط ملموس بعد عودة الأمن والأمان لربوع بلدنا ونحن نشجع الحرفيين للعودة بعد عودة الاستقرار خاصة و أن الأمان الذي ساد في المنطقة الصناعية أوقف عمليات السرقة والتعديات وساعد في عودة الصناعة للعمل مجدداً ولو بشكل تدريجي, ولكن نأمل تذليل بعض الصعوبات التي تؤثر على عملنا بشكل سلبي ومنها تأمين بعض قطع السيارات ناهيك عن أن تكلفتها مرتفعة.
مصدر دخل
أبو طارق يعمل في مهنة التصويج قال : أنا من الحرفيين الذين فتحوا ورشة صغيرة في إحدى القرى لكي استمر في عملي , وحاليا عدت للعمل في محلي منذ أربعة شهور, وأضاف : الوضع الحالي جيد ومشجع للعودة , وأنا اعتبر العمل الحرفي مصدر دخل جيد للكثير من الأشخاص والعائلات ونحن في حاجة ماسة للعمل بالمهن اليدوية والأعمال الحرفية لتستمر هذه المهن ولا تتلاشى , وهي مهن الآباء والأجداد علينا المحافظة عليها , ونأمل مساعدة الحرفيين المتضررين نتيجة الإرهاب وتأمين بعض المعدات الضرورية ومراعاة ظروفهم بعد العودة إلى محالهم وورشاتهم حتى يتمكنوا من الإقلاع والانطلاق من جديد …
تخفيض الضرائب
أبو فرحان صاحب محل تصنيع سيارات قال : إن العودة إلى المنطقة الصناعية على طريق حماة كانت ايجابية , كونها أعادت تنشيط المنطقة وشجعت الحرفيين جميعاً للعودة إلى محالهم وعودة الحياة الطبيعية إليها ولكننا نأمل أن يتم النظر في وضع الحرفي بأن يتم تخفيض الضريبة ما أمكن خصوصاً أننا في مرحلة الإقلاع وحتى نستطيع الوقوف على أقدامنا من جديد وإعطائنا مهلة لتسديد الضرائب إلى أن ننطلق بالعمل بالشكل المناسب , علما أنه تم الإعفاء من الضرائب عن سنوات الحرب الماضية .
يدعم الإقتصاد الوطني
الحرفي أبو حسن يعمل في صيانة السيارات قال :أدعو جميع الحرفيين للعودة فالعمل الحرفي من أهم الأعمال التي تسهم في دعم الاقتصاد الوطني لذلك نأمل إعادة النظر برسوم الخدمات وتسهيل معاملات الحرفيين بالمدينة الصناعية .
بيانات جمركية
أبو عمر صاحب محل مفروشات «معدنية » قال : لم نغلق محالنا وبقينا محافظين عليها حتى في أصعب الظروف التي مر بها بلدنا, وبعد عودة الأمان تحسنت ظروف العمل بشكل واضح, ونشكر المعنيين خاصة فيما يتعلق بالخدمات من ناحية الكهرباء والهاتف والعمل مستمر على تخديم المنطقة والوضع الحالي للمنطقة جيد ، وتمنى أغلب الحرفيين المساعدة في حل مشكلة قطع الغيار القديمة والتي لا يوجد لها بيانات جمركية .
غير مستثمرة
وعن واقع المناطق الصناعية والحرفية , والإجراءات المتخذة لإعادة انطلاق تلك المناطق التقينا المهندس عبد الله البواب رئيس مجلس مدينة حمص الذي قال: يبلغ عدد المقاسم الكلي في المنطقة الحرفية في حي دير بعلبة829 مقسما ,تم بيع هذه المقاسم للإتحاد العام للحرفيين بعد تخديم تلك المقاسم بشبكة الكهرباء والماء والصرف الصحي والهاتف والطرق والأرصفة .
و قام الاتحاد العام للحرفيين بدوره بتخصيص هذه المقاسم للحرفيين , وإبرام عقد مع مؤسسة الإنشاءات العسكرية لتنفيذ البناء على هذه المقاسم والبالغ عددها 788 مقسما للاتحاد و /41/ مقسما لمجلس مدينة حمص .
وأضاف : تم تنفيذ هذه الأعمال من قبل المؤسسة بنسبة 95 % , ولم تنته الأعمال بشكل نهائي بسبب الأعمال الإرهابية التي طالت المدينة منذ بدايات /2011 , وبقيت 10 مقاسم لم تنفذ بعد .
وأشار إلى أن أعمال البناء انتهت لأغلب المقاسم في عام 2011 وتم تسليم حوالي 200 مقسم للمكتتبين إلا أن المنطقة لم تدخل بالاستثمار بسبب ظروف الحرب .
حرف متنوعة
وعن الحرف الموجودة ضمن المنطقة قال :تضم المنطقة حرفا متنوعة حيث يبلغ عدد حرف البخ والديكور والنجارة 201حرفة وإصلاح سيارات 350 حرفة وحدادة وألمنيوم 237 حرفة ونجارة 41
أضرار البنى التحتية
و أضاف :تم الكشف من قبل المراقبين و تحديد حجم التخريب الذي لحق بالمنطقة الحرفية جراء الحرب والتخريب الكبير الذي طال البنى التحتية وخاصة شبكة الكهرباء والهاتف والمياه حيث بلغ حجم أضرار شبكة المياه حوالي مئة وستون مليونا , وحجم الضرر الذي لحق بشبكة الكهرباء ومراكز التحويل حوالي ثلاثمائة وواحد وأربعون مليون ليرة سورية , أما حجم الضرر الذي لحق بشبكة الطرق والأرصفة والإنارة العامة بلغ تقريبا ً مئة مليون ليرة.
مع الإشارة إلى أن معظم المحال مازالت على الهيكل وبحاجة إلى إعادة ترميم أعمال الحجر والرخام وجميع الواجهات بحاجة إلى تجهيز , وهذه الأعمال تقع على عاتق المالكين الذين تم تخصيصهم بالمحال .
تسوير المنطقة
وعن الإجراءات المتخذة لإعادة الانطلاق أضاف :لحماية المنطقة من أعمال السرقة ولجعل الحرفي يشعر بالأمن والأمان قام مجلس المدينة بتسوير المنطقة الحرفية بالكامل بجدران مسبقة الصنع بهدف حماية المنطقة بحيث أصبح الدخول والخروج من مكان واحد ، وتم تخصيص المقسم /815/ من مقاسم مجلس المدينة ليكون مخفر شرطة ,ومخاطبة الجهات المعنية بتوفر المكان اللازم لوجود مخفر خاص بالمنطقة وهو المقسم المذكور .
وأشار أنه تم إبرام عقد إعادة تجهيز شبكة المياه وتجهيز بئر الكسارة الذي يغذي المنطقة بعد أن تم رصد الاعتماد المالي اللازم والبالغ /160/ مليونا من صندوق إعادة الإعمار وهو حاليا ً قيد المباشرة والتنفيذ .
أما بخصوص تجهيز شبكة الكهرباء قال : تمت مخاطبة شركة كهرباء حمص لتزويدنا بدراسة خطوط شبكة التيار المنخفض أو المتوسط بالإضافة إلى دراسة تجهيز ستة مراكز تحويل ليتم إبرام العقود بموجب هذه الدراسة باعتبار أن المبلغ المطلوب لهذه الأعمال والمقدر بحوالي (331) مليون تم تحويله لحساب مجلس مدينة حمص من صندوق إعادة الإعمار .
وهنا لابد من الإشارة إلى أن اتحاد الحرفيين لم يتمكن لغاية الآن من إبرام اتفاق مع مؤسسة الإنشاءات العسكرية لمتابعة تنفيذ باقي المقاسم العشرة وذلك بسبب تغير الأسعار الدائم .
إضافة إلى مخاطبة جميع الجهات المعنية (الكهرباء – الهاتف- البيئة – غرفة الصناعة – اتحاد الحرفيين ..) لموافاة مجلس المدينة بأسماء ممثلين عن تلك الجهات, وتم تشكيل لجنة الإشراف والمتابعة للمناطق الصناعية والحرفية التابعة لمجلس مدينة حمص .
أما عن واقع المنطقة الصناعية القديمة على طريق حماة قال : المنطقة الصناعية غرب طريق حماة كانت قائمة وتعمل بكامل طاقاتها قبل الحرب, تعرضت لأعمال تخريب وسرقة كبيرة ومعظم أعمال التخريب طالت مستلزمات العمل الصناعي بالإضافة إلى البنى التحتية (شبكة الكهرباء والهاتف والطرق والأرصفة والإنارة ..)
ويبلغ عدد المحال في المنطقة الصناعية غرب طريق حماة 1368 محلاً , و تضم مختلف أنواع الصناعات من الصنف الثاني والحرف المختلفة ( ميكانيك سيارات- قص رخام وحجر- جميع أنواع الحدادة- جميع أنواع المخارط – بعض الصناعات الخفيفة …) , و عدد المحال المستثمرة حاليا ً 950 محلا أي نسبة 70 % , وعدد المحال المغلقة 418 محلا تقريبا ً..
وبعد عودة الأمن للمنطقة تم التنسيق مع قيادة الشرطة والجهات المعنية لاتخاذ كافة الترتيبات اللازمة لضمان أمن المنطقة الصناعية .
وأضاف : قام مجلس المدينة بإمكانياته المحدودة بترحيل مئات الأطنان من الأنقاض ومازالت أعمال الترحيل مستمرة لغاية الآن , وجرد جميع الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية , وإعداد دراسة وكشف تقديري للأعمال المطلوبة حيث بلغت قيمة الأعمال حسب الكشف التقديري /1986144500 ليرة سورية
وتم طلب المبلغ اللازم «المذكور سابقا» لإعادة التأهيل , من وزارة الإدارة المحلية والبيئة بموجب الكتاب رقم /630/ص تاريخ 20/12/2017 , , وتم تخصيص مبلغ (100) مليون ليرة إعانة من الوزارة للمنطقة الصناعية .
إبرام عقد مع الشركة السورية للشبكات لإعادة تأهيل الإنارة العامة للمنطقة الصناعية بقيمة ثلاثة وعشرون مليونا وأربعمائة ألف ليرة سورية وانتهت الأعمال والمنطقة بحاجة إلى عقد آخر لاستكمال إنارة باقي الشوارع .
وتم إبرام عقد بقيمة حوالي (73 ) مليون ليرة لترميم بعض شوارع المنطقة الصناعية وانتهت الأعمال وحاليا ً يوجد عقد بقيمة (100) مليون ليرة لاستكمال تنفيذ تعبيد وتأهيل شوارع المنطقة الصناعية والعقد قيد التصديق
ومن المتوقع أن تعود المنطقة للعمل بكامل طاقتها ضمن العام الحالي …
دليل على تعافي القطاع الحرفي
ويقول عبد المطلب الضاهر رئيس المكتب الإداري والقانوني في اتحاد الحرفيين : إن عودة الحرفيين إلى مزاولة عملهم ومحالهم في المنطقة الصناعية على طريق حماة دليل تعافي هذا القطاع الحرفي وعودة الحياة اليه وتم العمل على إعادة تأهيل المنطقة وتأمين الخدمات فيها من كهرباء وماء وهاتف ارضي وخليوي , و يبلغ عدد الجمعيات الحرفية في حمص 30 جمعية فعالة وعدد المسجلين حتى عام العام الماضي 15 ألفا و40 حرفيا وتتنوع المحال الموجودة في المنطقة الحرفية على طريق حماة , حيث تضم حدادة وصيانة سيارات ميكانيكية ودوزان وبخ وتنجيد سيارات والتصويج ونجارة ومعامل بلاط وبورسلان وسيراميك وخفان
وعن شروط الانتساب للجمعيات الحرفية قال « يجب توفر عقد ملكية أو إيجار لدى صاحب المحل مع بعض الأوراق الثبوتية.
وعن أهم الأعمال التي قام بها الاتحاد لدعم الحرفيين قال :تم رفع قيمة الطبابة ويتم حالياً العمل على إحداث صندوق العجز والشيخوخة حتى يستفيد الحرفي منه حين ينهي عمله و يجري العمل على استثمار مشفى الحرفيين …
بقي أن نقول:
تعد المناطق الحرفية بيئة خصبة ومحوراً هاما لسوق العمل فمن الأهمية تنشيط هذه الحرف المهمة وتلبية احتياجات السوق , و تأمين متطلبات الحرفيين لتساعدهم على النهوض بعملهم إلى أفضل المستويات ,ويشجع غيرهم للعودة إلى محالهم الصناعية مما ينعكس بشكل ايجابي على الاقتصاد الوطني..
تحقيق : هيا العلي
تصوير : رسلان الخولي