الجرحى الأبطال : إرادتنا قوية وعزيمتنا لا تلين

يضمدون جراحهم ، و سورية في أرواحهم ، يسيرون إلى موانىء نصر مؤزر ..فهللي يادروب النصر واكتحلي بنضالهم .. وصمودهم ..بعزيمتهم …وجراحهم ..
مهما مكر الماكرون ستنمو عرائش الياسمين وتشرئب نحو النور وستبقى سورية تاريخ الحضارة والكبرياء .
حملوا سلاحهم وشدوا من عزيمتهم ، ، صاروا سياجاً يحمي الوطن ، ساروا بثقة نحو المستقبل ..
يسرجون منابر عز ، يمتطون شهباً ، تتكسر السهام فوق صخرتهم ، العصية على الاختراق.
جرحى الوطن الميامين ، تنوعت الإصابات بينهم ، تعددت الأماكن التي دافعوا فيها عن تراب الوطن ضد إرهاب عالمي لم ينل من عزيمتهم وصمودهم .
جريدة العروبة التقت عدداً من جرحى الجيش العربي السوري وأجرت اللقاءات التالية:

الجريح البطل مجد الرمضان :
إرادة قوية وعزيمة لا تلين
الجيش العربي السوري هو المدافع عن الوطن ،القادر على صون وحدته والدفاع عن ترابه ، رسالته من أقدس الرسائل ، هو رمز للشرف والعزة والعنفوان ، ومن حمى الأرض ببسالة وصان العرض ، قادر على حماية الوطن والدفاع عنه في كل الأوقات وهذا عهد منا نحن رجال الجيش العربي السوري أننا لن نبخل بأرواحنا فداء لهذه الأرض الطاهرة .. بهذا الكلام بدأ الجريح البطل مجد الرمضان حديثه وتابع قائلاً :
جراحنا تزيدنا عزيمة وإصراراً على متابعة وملاحقة العصابات الإرهابية المرتزقة أينما وجدت حتى تحرير آخر شبر من أراضي سورية الحبيبة من رجس الإرهابيين .
شاركت مع الأبطال في معارك حمص ، قاتلنا ضد العصابات بشجاعة وثقة بالنفس شعارنا الشهادة أو النصر كنت اشعر بدافع قوي وحماس شديد لخوض المعارك والدفاع عن الوطن والتضحية من أجله ، كنت أظن أن الحرب ستنتهي هنا في حمص بعد الانتصار على الإرهاب لم أتخيل ابداً أنها ستمتد كل هذه السنوات .
في حي القرابيص كنا نسمع أصواتهم النكراء..تهديداتهم ووعيدهم لم تخفنا ، ووعدناهم بالانتصار عليهم مهما كان الثمن غالياً ..
مهمتنا كانت عدم السماح للمجرمين بالتسلل, قمنا بالتقدم بحذر نحو كتل الأبنية ، حيث كانت الطرقات مزروعة بالألغام ورصاص القناص لاينام ، وبعض الأبنية مفخخة ، وهم يرصدون تحركاتنا خاصة في الليل يساعدهم على ذلك أدواتهم المتطورة ..
في إحدى المعارك استشهد بعض رفاق السلاح كل الرحمة لأرواحهم الطاهرة وبينما كنت أقوم بسحب جثمان شهيد ، انهال الرصاص وانفجرت الصواريخ في المكان …أصبت بشظايا متفرقة في جسدي تمكن الأبطال من إسعافي إلى المستشفى وهناك قام الأطباء بانتزاع الشظايا إلا واحدة بقيت في ظهري لخطورة استئصالها ولاتزال حتى الآن ، وما إن شفيت جراحي ، عدت إلى أرض المعركة ، أرض الكرامة والعزة والوجود .
إصابتي الثانية كانت في القريتين ، كنا بمهمة مؤازرة ,هناك بلغت المعارك أشدها ، وتطايرت قطع النار ، اختلطت الشظايا مع الأشلاء ..
كنت والأبطال متوحدين في الدماء والانتماء والنضال ، ننادي لبيك سورية
خضنا أعنف المعارك ضد القتلة الذين أصيبوا بالإحباط وهم يرون شراذم قتلاهم تتهاوى بين قتيل وجريح .
قدمنا كل طاقاتنا بمعنويات عالية وايمان راسخ بالنصر المؤكد , أصبت بعدها بشظايا صاروخية باليد اليسرى لم أشعر بألم فقط بحرارة دمي النازف الذي أعطاني القوة والعزيمة في الاستمرار , حتى فقدت الوعي ولم أشعر بنفسي إلا وأنا في المشفى ..
قدم لي الكادر الطبي والتمريضي كامل العناية والرعاية , وأجرى الأطباء عدة عمليات جراحية لكتفي الأيسر , إلا أن اصابتي أدت الى تهتك عظم الاصابع , بذل الأطباء جهوداً تستحق الشكر والثناء لمحاولتهم عدم بترها , قاموا بزرع غضاريف من جسدي في أصابعي لكن العملية لم تتكلل بالنجاح ..
لم أشعر لحظة بالأسى أو الحزن ، فنحن على الدوام نخوض المعارك نتوقع الاستشهاد أو التعرض لإصابة ، وبخاصة أن ما يقوم به الارهابيون هو محاولة للنيل من عزيمتنا وروح الإقدام لدينا ..
إن خسرت يدي اليسرى فلي اليمنى أحمل سلاحي بها .. فنحن رجال الوطن اذا قلنا فعلنا ، سنبقى ندافع عن وطننا حتى آخر نقطة من دمائنا ضد الفكر الظلامي الذي يستهدف أرضنا وعرضنا .

الجريح البطل حسين السليمان:
جراحي زادتني حماساً وقوة
لأجل سورية يستيقظ الصباح باكراً وترخي الشمس جدائلها لتحرق أحلام المتآمرين وترد كيدهم الى نحرهم .. من قلاعها أخذ العالم معنى الصمود ومن علومها نهلت الحضارات ومن قائدها تمثل رجالاتها معنى النضال ..
أنجبت فخر الرجال ، تاريخهم حافل بالبطولات والانتصارات لايهابون المنايا ،
في اللقاء مع الجريح البطل حسين السليمان الذي تعثر عدة مرات بسبب ظروفه تحدث إلينا بابتسامة اعتذار قائلاً:
سورية أعطت دروساً في التمسك بالحقوق وعدم المساومة على الكرامة أو التفريط بذرة سيادة ، لأن السيادة كل لا يتجزأ .. واستطاعت أن تثبت ذاتها وحضورها في كل ما تشهده المنطقة من تحديات ، عبر صمود اسطوري في وجه سيل جارف استهدف الهوية ومقومات الانتماء ، أعطت ومازالت وستبقى دائمة العطاء.. فالجيش العربي السوري قدم دروساً بعنوان – ستبقى القوات المسلحة درع الوطن وسيفه وترسه – فالأبطال يعرفون جيداً كيف يدافعون عن الحريات والكرامة لقد نذروا أرواحهم للدفاع عن الوطن فحملوه حلماً في الأهداب وأمانة في الأعناق معاهدين الوطن وقائده أن يكون هدفهم الشهادة أو النصر في سبيل الدفاع عن عزة وكرامة الوطن ..
والنجاحات الميدانية التي ينجزها الأبطال تبين الكفاءة العالية التي يتمتعون بها والقدرة الفائقة على استئصال الارهاب مهما تعددت أشكاله وأنواعه ..
كنت طالباً في السنة الثالثة – كلية التجارة والاقتصاد – جامعة تشرين ، لم أحتمل رؤية الوحوش .. تقتل وتدمر .. قدمت نفسي جندياً لخدمة علم بلادي شاركت في معارك ريف دمشق بأكثر من منطقة .. إصابتي الأولى في معارك جوبر
انهال على رؤوسنا وابل من الرصاص ، اشتدت المواجهات وعلت أصوات انفجارات الصواريخ. والقذائف ، قاتلناهم بشراسة وقضينا على العديد منهم ، أصابتني شظايا صاروخية في بطني وصدري ورأسي ، لكني لم أستسلم ولم أترك سلاحي ، تابعت خوض غمار المعركة واجهت الموت بكل عنفوان ، أسعفني الأبطال إلى المشفى أجرى لي الأطباء العمليات اللازمة ، وما أن تماثلت جراحي للشفاء ، عدت إلى أرض المعارك وذلك في حرستا ،المعارك كانت عنيفة جداً استخدم فيها الإرهابيون السيارات المفخخة ،الصواريخ ،القنابل ،القذائف ،الدبابات ..صمدنا وقاتلنا رغم صعوبة الظروف ورغم إصابتي برصاصة قناص في رجلي اليسرى ،تابعنا غير آبهين لا بالرصاص ولا بالموت ،حتى وصلنا إلى خط الأمان ،إصابتي الكبيرة كانت في الركبة ،أجرى لها الأطباء العمليات اللازمة واليوم أنا مع الأبطال في محافظة السويداء ،أزداد من الحماس أضعاف ما كنت أشعر به بداية ،وقدرات قتالية هائلة وطاقة حب لا تنضب للغالية سورية التي وعدتها وعاهدتها ،أن أصون ترابها وأدافع عن أرضها حتى آخر قطرة من دمي …
بتضحياتنا سنكتب تاريخ الوطن المشرف وببطولاتنا سنجعله قلعة صامدة عصية على كل معتد ومتآمر …

الجريح البطل مجد العلي :
نصرنا لاحت تباشيره
لقد حمل الجيش العربي السوري على عاتقه شرف الدفاع عن الوطن والمواطن ،مذ أقسم رجاله على حماية تراب الوطن وسمائه ومائه وصون كرامة أبنائه ،ليخط أبطاله عبر التاريخ روايات من الانتصارات التي سطر فيها أبطالنا أروع ملاحم البطولة والعزة والفداء من خلال التصدي للحرب القذرة التي تشنها دول التآمر والعدوان عبر أدواتها الإرهابية التكفيرية على وطننا الحبيب سورية ،ليتابع أبناء الجيش مسيرة التضحية والبذل والعطاء في سبيل أن تبقى راية سورية شامخة ..
يحدثنا الجريح البطل مجد العلي قائلاً :معادن الرجال تقاس بأفعالها الخيرة ،وما التضحية في سبيل الوطن إلا ذروة الخير والعطاء ،نحن رجال نعشق الحياة ونحب السلام ،وندافع عن وطننا بأغلى ما نملك ،هدفنا تحرير كامل تراب سورية بعزيمة جيشنا وحكمة قائدنا السيد الرئيس بشار الأسد …
لدي الكثير من المشاعر والكلمات لأعبر بها عن اعتزازي وفخري بالانتماء إلى صفوف الجيش العربي السوري ،لقد تربيت على حب الوطن وعشق ترابه ،اخترت طريقي دون خوف أو تراجع فسورية تتعرض لحرب ارهابية وتقع على عاتقنا مسؤولية الدفاع عنها والذود عن ترابها …
لقد شاركت مع رفاق السلاح منذ بداية الحرب على بلادنا في التصدي للمجموعات الإرهابية وخوض غمار المعارك ضدهم في مدينة حمص –تدمر –دير الزور –ريف اللاذقية الشمالي وفي معارك ريف دمشق ..إصابتي كانت في معارك –حمص –حي القرابيص . أثناء تنفيذ مداهمة أوكار الإرهابيين هاجمتنا العصابات الارهابية بالرصاص والقنابل ،تصدينا للهجوم ببسالة وإيمان بالنصر قاتلناهم بعزيمة لا تقهر ،قضينا على أعداد منهم وأجبرناهم على التراجع والانسحاب ، طلقات غادرة وشظايا حاقدة أصابتني في ظهري وبطني وفخذي الأيمن ،أجرى لي الأطباء عدة عمليات جراحية ،إلا أن أعصاب العمود الفقري تأثرت مما أدى إلى عجز في أداء الرجل اليمنى ومع العمليات والمعالجة الفيزيائية أصبحت أفضل قليلاً وبحاجة لمتابعة العلاج .
وأنا اليوم في أرض المعارك ،أواجه الإرهاب بإصرار إما الشهادة أو النصر ..
وأقول بلساني ولسان كل الجرحى الأبطال عبر صفحاتكم في جريدة العروبة ..إن حرصنا وتمسكنا بالوطن هو أكبر من أي جرح ،وأنه لا يمكن لأي ألم أن ينال من إصرارنا على التجذر في تراب الوطن الذي لا يضاهيه في القيمة كنوز العالم ،فنحن أبناء أرض الكرامات ولن نكون إلا كما أرادنا الوطن أوفياء لكل قطرة دم عطرت ترابه وأزهرت نصراً يعلو شأنه في سماء العزة والكبرياء
أتمنى أن يحفظ الله وطننا الحبيب سورية ،ونحن منتصرون ،فنصرنا لاحت تباشيره بفضل سواعد رجال الجيش التي تطهر الوطن من رجس الإرهاب وداعميه ..
لقاءات: ذكاء اليوسف

المزيد...
آخر الأخبار