أسعار زيت الزيتون تسجل ارتفاعا جنونيا !!!سعر ” البيدون ” يلامس الـ 600 ألف ليرة… ويتابع باطراد! مواطنون :أصبح حلما ونشتريه بالأوقية… و الجهات المعنية “تترك الحبل على الغارب”؟! رغم تأرجح الأسعار… حماية المستهلك لم تحرك ساكنا وتنتظر تقديم الشكوى …!!!!
تشهد أسعار زيت الزيتون في محافظة حمص أرقاماً خيالية , والأسباب الحقيقية يجهلها المواطن المنهك من كل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها .. ويستغرب هذا الأمر خاصة وأن بلدنا زراعي بامتياز و ينتج الزيتون ..؟!
البعض يقول : إن ارتفاع الأسعار ارتبط بشكل مباشر بفتح باب التصدير خلال العام الماضي وإن كان بكميات محددة من المادة من الموسم السابق والمؤشرات تدل أن أسعار زيت الزيتون في تزايد مستمر خلال الأشهر القادمة قد تصل لمستويات غير مسبوقة وبشكل يزيد الأعباء المادية على الأسر وخاصة ذات الدخل المحدود .
“العروبة” استطلعت آراء بعض المواطنين وأصحاب المحال عن أسباب وتداعيات ارتفاع أسعار زيت الزيتون وانعكاسها على حياة المواطن فكانت اللقاءات التالية…
تشير أم مجد أنها كانت سابقاً تخزن ما يقارب 3 “بيدونات” زيت كمؤونة لعام كامل لكنها وفي هذه الظروف لم تتمكن من شراء سوى بيدون واحد رغم معرفتها بأن هذه الكمية لا تكفي حاجة عائلتها المكونة من ستة أفراد.
وأضافت : اعتدنا أن يكون زيت الزيتون مادة أساسية وضرورية في المنزل.. وغلاؤها حالياً يشكل عبئاً مادياً على كل أسرة.. مؤكدة أن ارتفاع سعره لهذا الرقم الخيالي لم يكن متوقعاً..
أبو رامي ” موظف ” يقول: في الوقت الذي تأمل المواطن فيه خيراً بتوفر زيت الزيتون وبالتالي انخفاض سعره مع نهاية الموسم الماضي , كانت مآرب التجار تسعى في اتجاه آخر لما تأمل به المواطن… فكثرة الإنتاج وقرارات التصدير المشروطة بحجم العبوات لم تنجح بخفض سعر المادة على مدار العام الجاري بل على العكس شهدت ارتفاعاً خيالياً جعل المواطن يقف عاجزاً عن تلبية حاجة أسرته.
وأضاف: أصبحنا نشتري الزيت بالليتر الذي تجاوز سعره 37 ألف ليرة وهناك من لم يعد باستطاعته شراء حتى الليتر الواحد ويكتفي بشراء المادة على دفعات بـ ” 5000 “ليرة على سبيل المثال أي ما يعادل ” نصف كأس ” فقط .. فهل هذه الحالة طبيعية في بلدنا المنتج للمادة .. والى أين وصلنا ؟
أبو جمال ” موظف ” قال : تختلف أسعار زيت الزيتون بين محل وآخر وكل تاجر يبيع على هواه فهناك من يبيع عبوة الزيت سعة 2 ليتر بـ 77 ألف ليرة وهناك من يبيعها بأكثر من ذلك ولكنني في النهاية فضلت شراء عبوة الليترين من إحدى صالات السورية للتجارة بـ 60 ألف ليرة لماركة زيت معروفة .
وأضاف : هل يعقل أن يصل سعر بيدون الزيت لأكثر من نصف مليون ليرة ما يعني زيادة أكثر من 50% عن العام الماضي وهذا مؤشر خطير يزيد من مخاوف المواطن من وصول الغلاء لسلع أخرى والتي تعتبر من أساسيات حياتنا والتي لا يمكن الاستغناء عنها ” وهذا ما يحصل على أرض الواقع” .
أبو تيسير تاجر قال : أسعار زيت الزيتون تزداد باطراد و يعود هذا إلى ارتفاع تكاليف العمل والفلاحة والأسمدة وارتفاع أجور النقل و العصر نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات والسماح بالتصدير أيضاً مما أسهم بضعف القدرة الشرائية لمعظم المواطنين .
يقول أبو عبدالله : في ظل غلاء المعيشة والعجز بتأمين متطلبات الأسرة بات من الصعب علينا شراء بيدون زيت بسبب ارتفاع سعره بهذا الشكل الخيالي واللامنطقي حيث يتجاوز سعر البيدون (500 ) ألف ليرة بينما راتب الموظف لايتجاوز 150 ألف ليرة .
وأضاف : يبدو أن هذه الأسعار قد اتفق عليها تجار الزيت وهي مجحفة ولا تتناسب مع دخل المواطن وما ادخره لشراء المادة التي تعد أساسية في كل منزل ولا يمكن الاستغناء عنها .
رئيس مكتب التسويق في اتحاد فلاحي حمص وفى المصري قال : هناك الكثير من العوامل التي تتدخل في أسعار زيت الزيتون ، أهمها تعرض موسم الزيتون وخاصة في السنوات الأخيرة للتغيرات المناخية التي أثرت بطريقة سلبية على المحاصيل كافة بشكل عام، و على وجه التحديد زراعة الزيتون حيث واجهت الكثير من الصعوبات أهمها: ارتفاع التكاليف المتعلقة بمستلزمات الإنتاج كالحراثة والتقليم وجني المحصول, وكذلك صعوبة تأمين المحروقات إضافة إلى قيام التجار والسّماسرة بالتحكم في أسعار الزيت واحتكاره… علما أن تقديرات إنتاج العام الماضي بلغت ٩٣٥٤٦ طناً .
مدير زراعة حمص المهندس يونس حمدان قال : أسباب ارتفاع أسعار زيت الزيتون في سورية تعود لارتفاع أسعار مستلزمات إنتاج الزيتون من أسمدة ومحروقات ويد عاملة وكذلك أجور النقل, و ارتفاع تكاليف عصر الزيتون إضافة إلى أن المحصول يتعرض للكثير من الجائحات المرضية وارتفاع تكاليف مكافحتها.
وأضاف : بلغت المساحات المزروعة بالزيتون خلال العام الماضي “السقي” ١٢٢٣٦٦ هكتاراً , و “البعل” ٨٤٤١٨٨ هكتاراً .. أما عدد الأشجار “السقي” ١٣٦١٤١٢ شجرة المثمر منها ١٠٦٢٧٣٨ , في حي بلغ عدد الأشجار “البعل” ١٤١٤٦٣٧٧ شجرة المثمر منها ١٢٧٧٨٩١٩..
لم ينظم أي ضبط
علمت “العروبة “من مصدر في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك عندما سألنا عن أسباب ارتفاع أسعار زيت الزيتون أنه حتى تاريخه لم يتم تنظيم أي ضبط بحق أصحاب المحال والتجار الذين يبيعون زيت الزيتون بأسعار خيالية وصلت إلى ٦٠٠ ألف ليرة للبيدون لعدم وجود شكاوى من المواطنين والمديرية لا تدري أن بعض التجار يبيعون كيلو الزيت يتراوح ما بين 36 و ٣٨ ألف ليرة , ووعد المصدر أنه خلال الفترة القادمة ستقوم عناصر الرقابة بجولات دورية على تلك المحال وتنظيم الضبوط بحق المخالفين .. وأضاف : نؤكد خلال جولاتنا على الإعلان عن الأسعار وتداول الفواتير للعبوات سعة ليتر واحد أو ٢ – ٤ ليتر..
بشرى عنقة