حالة الأسعار ، حالة مركبة ومعقدة ، لا يمكن توصيفها بسهولة يمكن تشبيهها بالاسم الذي تحب أن تنادي به ابنتك فتقول مثلاً « سوسو » بدل « سميرة » أو «فوفو» بدل « فهمية» وهكذا ، الدلع شيء والحقيقة شيء آخر ، سوسو تبقى سميرة على السجلات الرسمية أينما ذهبت وفي أي ديار حلت ولا أحد يحاسبك على تلطيف الاسم أو تدليعه .. وهكذا هي حال الأسعار عندما يتقن المعنيون تجميل الواقع بكلمات لا تمت إلى الحقيقة الموجودة على الأرض بصلة … فالمعروض في شهر رمضان المبارك من خضار وفواكه ومواد غذائية في أسواقنا يخبرك بأن بلدنا سورية بألف خير ، كله متوفر ، لكن هل يستطيع المواطن المحدود الدخل الحصول على ما ذكر بما تيسر مع الموجود ، بالطبع لا حتى بالحدود الدنيا ، تعز عليه الكثير من المواد نستطيع القول إن هناك سوء إدارة ، وتوزيع للمسؤوليات ، فالعرض يفوق الطلب ، والأسعار لا تناسب جميع الشرائح ،أسعار الخضار أخف وطأة مما كانت عليه قبل أشهر لكن أسعار الفواكه، الحلويات ، اللحوم ماراتون مرعب مع أن القائمين على إدارة اقتصادنا حريصون وفق تصريحاتهم على ضرورة توفر ما تيسر من خضار وفواكه ولحومات على مائدة الصائم لكن للأسف المواطن لا يجد نفسه على الطاولة التي يتناول المعنيون همومه عليها ، بل أن تصريحاتهم في واد والواقع في واد آخر فتجار الصف الأول اللاعب الرئيسي في السوق ويملك قيود إدارة اللعبة كيفما شاء وريثما تصل المواد إلى صاحب البقالية يكون الفارق المفترض الذي يغبطنا عليه إداريو اقتصادنا قد ذاب كلوح ثلج بعد أن انتقل من يد إلى يد ، ومراحله النهائية لن تكون بالقيمة المقبولة التي يحسد عليها المواطن .. وهكذا…ونسأل عن التنافس المفقود الذي ربما يلين ويطري الأسعار قليلاً ، ربما يأتيك الجواب من قطاعات صالات السورية للتجارة والتي دمجت الاستهلاكيات والتجزئة والصالات على نية كسر الأسعار واحتكار التجار والمنافسة والمضاربة الشريفة ولكن معظم أسعارها توازي محال الجملة وربما تفوقها غلاء والدمج لم يقدم أو يؤخر من حال يفرض كلمته على عينك يا رقيب..كفى طفولية ومثالية في التخاطب مع مواطن بلغ النضج أوجه في فهمه لآلية إدارة السوق ومن يقول ليس هدفنا الربح يخدع نفسه أولاً ويفقد مصداقيته والأجدى أن يقول الحقيقة أو يصمت .
العروبة – حلم شدود