في قرية النقيرة..نقص المازوت يتسبب بتوقف نقل وتسويق المحاصيل الإستراتيجية…الحي الجنوبي بلا كهرباء وبناء المدرسة يحتاج إلى ترميم وصيانة
جملة من الصعوبات والهموم تصدرت قائمة احتياجات ومطالب أهالي قرية النقيرة ولعل أهمها ضرورة استلام كافة المحاصيل الزراعية من قبل مؤسسة الحبوب بالسرعة القصوى , نتيجة لانتشار الحرائق والتهامها هكتارات كبيرة من الأراضي المزروعة وخسارة الفلاحين المواسم الزراعية جراء موجة الحر التي تسود المنطقة وعدم تمكّن المزارعين من حراثة أراضيهم والنمو الكبير للمزروعات وخاصة الأعشاب ويباسها وعدم القدرة على حراثتها لتفادي الحرائق بسبب عدم حصولهم على المازوت الخاص بالجرارات الزراعية .
إضافة إلى صعوبات أخرى تفاقمت جراء الحرب وتخريب وحرق العديد من المنشآت الحيوية الخدمية وتهجير السكان من منازلهم بسبب الإرهاب ….
قامت العروبة بزيارة القرية والتقت عدداً من المواطنين فيها ورئيس البلدية المهندس ياسين سفرجي ومختارها سهيل زكريا ورئيس الجمعية الفلاحية عبد الباسط زكريا وعبد الكريم فاضل زكريا نائب رئيس البلدية ورئيس مشروع الأمانة السورية للتنمية بالقرية .
الحاجة ملحة
نوه الأهالي إلى أهمية تأمين المازوت الخاص بالآليات الزراعية وتوزيعه على المزارعين … وأشار رئيس الجمعية الفلاحية إلى أنه وبسبب الأمطار الغزيرة هذا العام وعلى مدار الموسم نمت الأعشاب بطريقة سريعة , مما أربك المزارعين وازداد قلقهم خوفا من انتشار الحرائق عند يباسها في ظل الحر الشديد الذي يجتاح المنطقة … خاصة وأن الحرائق انتشرت في أماكن كثيرة بريف المحافظة !
ويضيف: سابقا كان توزيع مادة المازوت الزراعي يتم عن طريق اتحاد الفلاحين , وللأسف حاليا لم نتمكن من الحصول عليه … في الوقت الذي يباع المازوت في السوق السوداء حيث يصل سعر الليتر الواحد إلى 400 ليرة سورية .
الخاسر الأول
قال أحد المزارعين نشتري الكيلو غرام من بذار البطاطا بـ 850 ليرة سورية كما نشتري كيلو السماد بقيمة 185 ل.س ويباع اليوم كيلو البطاطا للمستهلك في السوق بسعر 150 ليرة سورية … عدا عن السقاية والحراثة والجهد والوقت الذي يستغرقه المزارع … وبالرغم من الأمطار الغزيرة هذا العام لكن للأسف بقي الفلاح هو الخاسر الأول في هذه العملية خاصة في ظل غياب مادة المازوت الزراعي لنقل المحاصيل وتسويقها .
بدون خزان مياه
يذكر رئيس البلدية أن القرية تعرضت للتخريب على أيدي المجموعات الإرهابية المسلحة … حيث دمرت خزان مياه الشرب تدميرا كاملا … ويضيف : تم مد شبكة مياه الشرب للقرية منذ عشرين عاما تقريباً بطول 5 كم تقريباً , ويوجد بئر ماء بغزارة 3 إنش يشرب منه الأهالي … ولكن المشكلة في أن المياه لا تصل إلى كافة المنازل , لعدم وجود خزان , وقوة ضخ المياه غير كافية لإيصالها للجميع ..
ويقوم بعض الأهالي بتامين مياه الشرب من بعض الآبار في المنازل ..
وأضاف : خاطبنا الجهة المعنية لإعادة بناء الخزان ولكن كانت الحجة دائما أن نسبة الأهالي العائدين إلى القرية والذين هجروا بفعل الإرهاب الأسود قليلة … علما أنه عاد ما يقارب 70% من السكان إلى منازلهم !
إزالة السواتر
يتحدث الأهالي عن أهمية إزالة السواتر الترابية التي وضعت أثناء الحرب , بعد عودة الأمن والاستقرار وعودة الأهالي بفضل جهود الجيش العربي السوري وتضحياته الكبيرة ، وخاصة على الطرق بين النقيرة وكفرعايا وبين النقيرة وجوبر وكل منها بطول 3 كم ..
ويعقب رئيس البلدية: إن إزالة هذه السواتر يوفر الجهد والمال والوقت على المواطنين لأنه حالياً يتم استخدام تحويلة حمص – طرطوس .. والتي تبعد القرية عن المدينة 30 كم و بفتح الطرق المذكورة وإزالة السواتر منها تصبح المسافة 6 كم فقط ولو بشكل مؤقت , خاصة أيام تسويق المحاصيل والحصاد لتسهيل عمل الفلاحين , لا سيما إن المحاصيل المزروعة إستراتيجية وذات جدوى اقتصادية ومصدر معيشة للمزارعين من جانب, ولتفادي حدوث الحرائق من جانب آخر … والمؤسف أنه تم اندلاع الحرائق بـ 130 دونماً ولم تتمكن أية سيارة إطفاء من الوصول للأراضي بسبب السواتر الترابية المذكورة .
الخدمة مقبولة
يوجد شبكة صرف صحي ,وهي قديمة ولم يطرأ عليها أية صيانة أو تجديد , ويضيف رئيس البلدية قائلا : تتبع القرية لبلدية جوبر ويوجد مخطط تنظيمي لها .. ونحن اليوم بصدد إعداد دراسة خاصة بالصرف الصحي كي تشمل التوسع العمراني بالنقيرة
الجرار مستأجر
يتم ترحيل القمامة من القرية مرة واحدة في الأسبوع إلى مطمر تل النصر والذي يبعد 12كم .. ويقول رئيس البلدية : قبل الحرب كان يوجد جرار زراعي مخصص لهذه الغاية ولكن المجموعات المسلحة أحرقته , لذلك تقوم البلدية باستئجار جرار زراعي لهذا الغرض, كما تم توزيع ثماني حاويات في شوارع القرية ولكنها غير كافية لاسيما أنها تبقى ممتلئة لمدة أسبوع كامل مما يسبب انتشار الروائح والحشرات والأمراض.. واقترح إلحاق كل من بلديات تل الشور ومسكنة وكفرعايا وجوبر ونقيرة وشنشار لمجلس مدينة حمص, وتخديم البلديات المذكورة بسيارة قمامة ضاغطة هيدروليكية …
نقطة طبية
يوجد نقطة طبية مشتركة بين النقيرة وجوبر كانت تقدم الخدمات الطبية للأهالي ولكنها الآن خارج الخدمة بفعل الحرب , ويضطر المواطن الذهاب إلى المدينة لتلقي العلاج .. وقد قامت البلدية بمخاطبة مديرية الصحة بضرورة وجود على الأقل نقطة طبية تقدم الخدمات الإسعافية , ولكنها لم تحرك ساكناً والحجة أيضا عدم عودة جميع المهجرين من الأهالي إلى القرية , علما أن الأهالي مستعدون لتقديم غرف ليتم تخصيصها كنقطة طبية في القرية , وعودة الكادر الطبي الذي كان موجوداً قبل الحرب ..
التعليم جيد
يقول عبد الكريم زكريا « معلم» يوجد ابتدائية بواقع 400طالب وطالبة , وفي الشعبة الصفية الواحدة هناك 30 طالباً وطالبة , ويوجد 45 طفلا ً وطفلة في الروضة الواقعة ضمن بناء الابتدائية , وأضاف : إن الكادر التدريسي فيها جيد . أما الإعدادية والثانوية في مبنى واحد ,إذ تم إحداث شعب عاشر وحادي عشر أدبي ,وسيتم إحداث الثالث الثانوي في العام القادم ..ويبلغ عدد طلاب الإعدادية والثانوية حوالي 140 طالبا وطالبة وكوادرها التدريسية معظمها من خارج الملاك ويتابع طلبة الشهادة الثانوية تحصيلهم العلمي في قرية شنشار التي تبعد حوالي 10 كم عن القرية أو في مدينة حمص ..
ويؤكد الأهالي أن مبنى المدرسة الإعدادية والثانوية قد تعرض بدوره للتخريب …ويتمنون على مديرية التربية الإسراع بتأهيله خلال هذا الصيف ليكون جاهزاً مع بداية العام الدراسي القادم .
الحي الجنوبي بلا كهرباء
وذكر رئيس البلدية أنه عند إحداث اتوستراد حمص –طرطوس قَسمَ القرية إلى نصفين شمالي وجنوبي ..وبفعل الإرهاب بقيت قرية نقيرة بدون كهرباء مطلقاً …
في الحي الشمالي قام القاطنون فيه بعمل شعبي لإعادة الكهرباء لمنازلهم عام 2014ولكن بشكل عشوائي , لذلك يتمنون على الجهة المعنية العمل على تنظيم ما تم إعادة تأهيله عشوائياً ,كون الشبكة هوائية مع الإشارة إلى أنه لا يوجد استجرار عشوائي للتيار الكهربائي ,ويبلغ طول شبكة الكهرباء بالقرية ما يقارب 5كم وهي موجودة منذ ثمانينيات القرن الماضي وحالياً البلدية بصدد إعداد مشروع خاص بإنارة القرية .
المعبر ضروري جداً
وأضاف : عند فتح اتوستراد حمص- طرطوس لم يؤخذ بعين الاعتبار أهالي القرى القاطنين على يمين وشمال هذا الاتوستراد الذي يصل حتى القطر اللبناني الشقيق, فهم مضطرون يوميا لعبور هذا الاتوستراد وقطعه دون وجود أية إشارة ضوئية أو أي نفق (معبر) يضمن سلامة العابرين من السيارات ومن المارة
وأكد الأهالي أنه ومنذ شق هذا الاتوستراد حدثت حوادث سير مؤلمة أودت بحياة الكثير من المواطنين ودون اتخاذ أي إجراء فعال من الجهات المعنية ..
وتمنوا إحداث نفق ( معبر سفلي ) على طريق نقيرة – قطينة للحد من الحوادث اليومية
لاخدمة هاتفية
لم تسلم الكابلات الهاتفية من التخريب أيضا فقد تم حرقها وسرقتها من قبل العصابات المسلحة , وكانت شبكة الهاتف أرضية قبل الحرب , وحاليا لا يعمل أي خط هاتف أرضي . ولدى مخاطبة الجهة المعنية أكدوا أنه تم تخريب الكبل المحوري بين بابا عمرو وجوبر ويوجد 400 مشترك بالخدمة الهاتفية الأرضية في النقيرة .
واقترح الأهالي تخديم القرية هاتفياً من خلال جر خط أرضي من مركز هاتف قطينة بشكل مؤقت والذين يبعد حوالي 3 كم عن النقيرة « إن أمكن « .
النقل غير كاف
قبل الحرب كان مخصصاً للقرية 14 سرفيساً لنقل الأهالي من وإلى القرية , وحاليا يعمل على الخط سرفيسان فقط , والتسعيرة 100 ل.س للراكب ، وهذا العدد من السرافيس غير كافٍ لقرية يبلغ عدد سكانها 10 آلاف نسمة ووفد إليها اليوم حوالي عشر عائلات من بابا عمرو والقصير .
ويذكر رئيس البلدية : أنه في حال تم إزالة السواتر الترابية المذكورة سابقاً سيتم تسهيل حركة النقل إلى المدينة , إذ يتم العبور مروراً بجوبر والسلطانية وبابا عمرو والإنشاءات بوقت أسرع .
بحاجة تعبيد
يوجد في القرية طريق عام رئيسي يصل بين جوبر والنقيرة وهو معبد والطريق الآخر بين النقيرة وكفرعايا وهما بحاجة لمد قميص اسفلتي , لكثرة الحفر فيهما و تمت مخاطبة الجهات المعنية لإعادة تأهيلهما .. كما يوجد عدة طرق فرعية زراعية وهي ترابية بين النقيرة ومسكنة.
غاز ومازوت
يوجد في نقيرة معتمد واحد لتأمين وتوزيع مادة الغاز وتباع الاسطوانة بالسعر النظامي والمحدد ..
ويذكر رئيس البلدية أنه تم تشكيل لجنة تضم رئيس البلدية والمختار ورئيس الجمعية الفلاحية للإشراف والقيام بتوزيع مادة المازوت الخاص بالتدفئة وقد تم توزيع دفعتين على الأهالي بحيث كان حصة كل عائلة 100 ليتر , أما المازوت المخصص للآلات الزراعية فلم يوزع حتى الآن «كما ذكر سابقا »..
الخبز غير ناضج
يتم استجرار مادة الخبز من فرن الضاحية بالمدينة ليلاً.. الأمر الذي يجعله يصل الى الأهالي معجن نتيجة سوء التعبئة ضمن الأكياس , ويوجد معتمدان اثنان في القرية.
المشكلة قائمة
نتيجة ارتفاع درجات الحرارة الكبير اندلعت الحرائق في الأراضي الزراعية في القرية وما يجاورها وكانت الخسائر كبيرة ، وساهم وجود السواتر الترابية التي وقفت عائقا ً بوجه سيارات الإطفاء بمنعها من الوصول للأراضي المشتعلة وإطفائها وعدم وجود المازوت منع عمل الجرارات وحراثة الأراضي الأمر الذي يمنع اندلاع الحرائق ويحد من انتشار الأعشاب اليابسة .
متفرقات
القرية بحاجة لمحولة كهربائية لدعم التيار الكهربائي إذ يوجد محولتان باستطاعة 200و400 ك. فولط ساعي .
تشتهر القرية بزراعة الشعير والقمح والبطاطا وكافة الخضراوات والجدير ذكره أن كل من قريتي النقيرة وجوبر يشكلان مامقداره 80 % من سلة محافظة حمص الغذائية .
يتمنى الأهالي تقديم التسهيلات من كافة الجهات المعنية من خلال فتح الطرق وتعزيز ودعم التعاون بين القرى للتمكن من تنفيذ مشاريع استثمارية وتنموية للبلدية يعود ريعها للبلدية وينعكس إيجابا ً على تأمين الخدمات للمواطن من خلال الاكتفاء الذاتي وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني .
تراجع دور الإرشادية بعد الحرب لأسباب يعزوها العاملون فيها إلى عدم توفر وسائط نقل للقيام بدورهم الذي أضحى معدوما ً … فلا جولات ميدانية أو إرشادات تقدم للمزارعين ولا حتى القيام بأي استطلاع لواقع المحاصيل ، إذ تبلغ مساحة الأراضي الزراعية المزروعة في نقيرة 13 ألف دونم «بعل وسقي»
يربي المزارعون الأبقار ويوجد حوالي 500 رأس , كما يوجد جمعية فلاحية بـ45 عضوا ً تعاونيا ً وتعمل على تأمين البذار والأسمدة ، أما دور الإرشادية فمعدوم، ويتمنى الأهالي تفعيل دورها ميدانيا ً من حيث تحليل التربة واختيار المحاصيل المناسبة لها ومراقبة الدورة الزراعية والقيام بزيارات دورية على المحاصيل وتوجيه وتقديم الإرشادات للمزارعين .
قام برنامج مشروعي التابع للأمانة السورية للتنمية منذ عام 2017 بمنح قروض لـ 47 مستفيدا ً وتقديم سلف مادية دون فوائد قدرها من 150 – 200 ألف ل.س بهدف التنمية الريفية والأفضلية كانت لذوي الشهداء والجرحى ..
قرية نقيرة تعرضت للإرهاب المسلح وألحق أضرارا ً كبيرة كقطع الأشجار وحرقها .
يذكر أنه تأخر التعويض للأهالي عن الأضرار التي لحقت بهم .
يتمنى الأهالي على دائرة الحراج في مديرية الزراعة بحمص القيام بتوزيع أشجار حراجية بعد حرق وقطع ماكان يوجد منها .
تحقيق و تصوير: نبيلة إبراهيم