رواتب موظفو القطاع العام بشكل عام ضعيفة ,هذه حقيقة لاينكرها أحد وذلك بسبب الظروف التي خيمت على بلدنا بعد الحرب الظالمة التي تعرض لها وما خلفته من تبعات وأخطرها الحصار الاقتصادي الذي فرض علينا .
الواقع المذكور أرخى بسدوله على معظم مفاصل حياتنا فغدت الفجوة كبيرة مابين الدخل والأجور من جهة والأسعار المستعرة المتصاعدة من جهة ثانية مما انعكس ذلك سلبا على واقعنا المعاشي الذي تأثر بشكل كبير حتى بات الحصول هذه الأيام على وجبة الطعام العادية اليومية بشق الأنفس ومما زاد الطين بلة التسارع المتصاعد واليومي في حركة الأسعار وعدم استقرارها مما حدا بالأسر خاصة من ذوي الدخل المحدود إلى الاستغناء عن الكثير من مكونات وجباتنا الأساسية التي انحدرت تدريجيا وباتت خالية من اللحوم ومن ثم الألبان والأجبان والبيض أيضا في الكثير من الأحيان و” الحبل على الجرار ” .
أمام هذا الواقع المعاشي الصعب ماذا فعل المعنيون ؟؟؟
في الحقيقة محاولات الجهات المعنية لتحسين الواقع المعاشي للمواطنين وخاصة شريحة الموظفين خجولة جدا ولم تعالج المشكلة بالشكل المأمول بل على العكس ازدادت تفاقما و سوءا حيث تضاعفت الأسعار بشكل جنوني مع أول مبادرة لزيادة الرواتب والأجور رغم تواضعها وحتى قبل الحصول عليها إذ بدأ لهيب أسعار جميع المواد الغذائية وغير الغذائية يحرق جيوب المواطنين بالإضافة لزيادة أجور النقل والمواصلات وانعكاسه سلبا على أسعار الخضار والفواكه التي شهدت هي الأخرى ارتفاعا جنونيا غير مسبوق.
تحسين الرواتب والأجور في هذه الظروف التي نعيشها ضرورة ملحة يفرضها الواقع الحالي الذي نعيشه لردم الهوة والفارق الكبير والتباين الضخم الذي حصل ما بين الرواتب و الأسعار , فعدم التناسب مابين الاثنين واضح وضوح الشمس لذلك لابد من العمل الجاد والخروج بمبادرات وحلول من شأنها معالجة الخلل والوصول إلى التوازن المطلوب ما بين الأجر والأسعار الذي ينعكس إيجابا على حياة المواطن لأنه في نتيجة الأمر يضمن الاستقرار في العيش إلى حد كبير من هنا على المعنيين بذل الجهود الحثيثة للوصول إلى الهدف المنشود والمتمثل في تحقيق حياة كريمة عزيزة للمواطن تؤمن له الاستقرار والاكتفاء والصحة والسلامة .
العروبة – محمود الشاعر :