غلاء أسعار الألبان والأجبان يغيّر عادات المستهلك الشرائية .. البحث عن بديل بسعر أقل دون الاكتراث بجودة المنتج.. الوسطاء يحملون المواطن تضاعف أجور النقل والمحروقات ويرفعون سعر توريد الحليب ..
انضم الحليب ومشتقاته من الألبان والأجبان إلى قائمة المواد الغذائية الصعبة المنال فازدياد أسعارها المتتالي يحرم المواطنين من مجرد التفكير في شرائها ابتداء من الحليب وانتهاء بجميع أنواع الاجبان… فماذا تبقى لهذا المواطن “المعتر” من خيارات ليطعم أطفاله وهم في طور النمو وبحاجة إلى تغذية لطالما افتقدوها في ظل ظروف معيشية قاسية باتت أشبه بالخيال…
العروبة رصدت آراء الكثير من المواطنين وأصحاب المحال.. وحتى الوسطاء )الحلابون) حول أسباب ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته وانعكاس ذلك على الجميع.. فكانت اللقاءات التالية..
هنادي محمد سيدة أربعينية أم لثلاثة أطفال قالت : الأسعار باتت لا تصدق ولا ننام على أسعار قديمة.. أصبحنا عاجزين عن تأمين طعام أطفالنا.. فارتفاع أسعار الحليب واللبن دفعنا للاكتفاء بشراء كيلو حليب كل يومين أو ثلاثة أيام واللبن مرة في الأسبوع.. ونحن لم نعد نفكر في الجبنة و نسينا أشكالها وطعومها.. فهل يعقل أن يصل كيلو الحليب إلى ٤٥٠٠ – ٥٠٠٠ ليرة ,و كيلو اللبن ٧٠٠٠ ليرة..
عبد الرزاق ديب(موظف) أب لخمسة أولاد يقول : ألغينا وجبة الفطور تقريبا فليس باستطاعتي شراء صنف واحد أحيانا فكيلو اللبنة وصل ٣٠- ٣٥ ألف ليرة (حسب نوعها) والحليب من (الحلاب) بـ ٤٥٠٠ و ندرك تماماً أنه مغشوش ولكننا نضطر لشرائه حتى نحصل على اللبن (كنوع من التوفير) وأضاف : حتى البيض استغنينا عنه نهائيا فهل يعقل أن سعر البيضة الواحدة ٢٠٠٠ ليرة فإن أردنا شراء ٥ بيضات نحتاج ١٠٠٠٠ ليرة يوميا.. موضحا أن الارتفاعات المتتالية لأسعار هذه المواد يرهق كاهل جميع الأسر ويجعلهم عاجزين عن تأمين لقمة عيش أبنائهم.. بعض الوسطاء الذين يقومون بشراء الحليب من مربي الأبقار قالوا : إن ارتفاع أجور النقل من الريف إلى المدينة انعكس على سعر مبيع الحليب لأصحاب المحال التجارية أو المعامل إضافة لقيام المربين برفع سعر الحليب الخام المباع للوسيط والسبب ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية ، ونوه أن الحلاب يدفع أجور نقل وتبريد الحليب مما يضطره لتحميل أجور النفقات على سعر الحليب لإيصاله إلى المحال التجارية و المعامل التي يورد لها المادة …
أصحاب محال بيع الألبان الأجبان يؤكدون أن أحوالهم ليست أفضل من غيرهم.. فغلاء أسعار الحليب سبب تراجعا ملحوظا في حركة البيع..و كونه المادة الأساسية في تصنيع مشتقاته تسبب برفع أسعار اللبن والجبن أيضا وأصبحت الغالبية العظمى من الأسر تقتصد في شراء هذه المواد رغم حاجتها لها…
أبو مرهف (صاحب محل بيع ألبان وأجبان) قال : انخفضت مبيعاتنا إلى ما يقارب النصف وأصبح الناس يشترون كيلو اللبن كل ٤ أو ٥ أيام مرة واللبنة بالأوقية ونصف بالأوقية والجبنة نسيها الكثير من العائلات لعدم قدرتهم على تحمل أسعارها المرتفعة باستمرار.. مبينا أن المستهلك بات يبحث عن بديل بسعر أقل دون الاكتراث لجودة المنتج..
مدير عام شركة ألبان حمص المهندس محمد الحماد أوضح أن أسباب ارتفاع أسعار منتجات الألبان يعود إلى ارتفاع أسعار الحليب الخام المورد بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج لدى المربين وبشكل رئيسي ارتفاع أسعار الأعلاف لكونها مستوردة إضافة إلى ارتفاع تكاليف باقي مستلزمات الإنتاج المستوردة وأهمها الأدوية البيطرية مما ساهم في قيام مربي الأبقار برفع سعر منتجاتهم حتى يعوضوا جزءا من تكاليف مستلزمات الإنتاج مشيرا أن هذه الصعوبات أثرت على انخفاض كميات الحليب المنتجة وارتفاع تكاليفها وبالتالي ارتفاع أسعار الحليب الخام ومشتقاته بشكل عام، وبين أنه يتم حالياً شراء كيلو الحليب الخام المورد للشركة بسعر 4 آلاف ليرة.. وأضاف : بلغت قيمة إنتاج الشركة لغاية شهر آب ٨٣٥٧٠٥٨١ ألف ليرة بنسبة تنفيذ وصلت إلى ١٥٥ ٪ من مختلف منتجات الشركة من الأجبان و الألبان و الحليب أما قيمة المبيعات وصلت إلى ٧٦٢٢٢٣٨٠ ألف ليرة بنسبة تنفيذ بلغت ١٤١ ٪ مع العلم أن كمية الحليب الخام المورد إلى الشركة لنفس الفترة ٩٨٢٨ طنا من الفلاحين و الجمعيات الفلاحية والمؤسسة العامة للمباقر بنسبة توريد ٩٦٪ …وأشار الحماد أن الشركة رفعت أسعار منتجاتها التي تتميز بالجودة العالية بنسب بسيطة ومتناسبة مع الارتفاع الحاصل على منتجاتها والتي تقوم بتوزيعها بشكل مباشر للمحال التجارية إضافة إلى العقود الموقعة مع جهات القطاع العام و السورية للتجارة حيث توزع المنتجات في الصالات التابعة لها كنوع من التدخل الإيجابي بالأسواق…
وختم : بالنسبة لمراحل تنفيذ المشاريع الاستثمارية لتحسين واقع الإنتاج فإننا نعمل على إنشاء براد تخزين / ضمن المدة العقدية / إضافة إلى حاوية تبريد سيارة شاحنة مع مجموعة تبريد كاملة / قيد المصادقة / استبدال نظام مراقبة تلفزيوني /قيد توقيع العقد /..
بشرى عنقة