جملة من الصعوبات والمعاناة يواجهها الأهالي في قرية فيروزة ولعل أهم ما يتصدرها العطش خاصة في فصل الصيف ونقص كمية الغاز المنزلي مرورا ً برغيف الخبز ، لاسيما أن عدد سكان القرية يفوق الـ 13 ألف نسمة إضافة إلى الوافدين «المهجرين» إليها من المناطق الأخرى والذين يبلغ عددهم تقريبا ً حوالي 8 آلاف نسمة , ولابد من ذكر أعداد المغتربين الذين يزورون أهاليهم خلال الصيف .
قامت العروبة بزيارة القرية واطلعت على واقع الخدمات فيها والتقت عددا ً من المواطنين وعضو المجلس البلدي بالقرية جميل طرية ورئيس البلدية المهندس جهاد درغلي ومدير المركز الصحي الدكتور ماجد نعمة .
مزاجية حقيقية
يؤكد الأهالي أن القرية تعاني من عطش حقيقي خلال موسم الصيف لأسباب عدة أهمها مزاجية مراقب الشبكة في توزيع المياه للأحياء وإتباع أساليب ملتوية في ذلك إضافة إلى الخلل في تنفيذ شبكة المياه إذ أن أقطارها صغيرة ولا تتناسب والتوسع العمراني الحاصل في القرية ، الأمر الذي جعل عملية الضخ ضعيفة نسبيا ً .. من جانب آخر إن المياه لا تصل للقرية سوى مرة واحدة في الأسبوع مما يضطر الأهالي إلى شرائها من الصهاريج , وهذا يشكل أعباءً مادية عليهم هم بغنى عنها رغم وجود آبار في المنازل ..
إضافة إلى التجاوزات والمخالفات التي يمارسها أهل القرية خاصة ممن يقومون بسقاية مزروعاتهم المنزلية من مياه الشرب , في الوقت الذي يحرم فيه الكثير من جيرانهم المياه من جراء ذلك .. عدا عن الأساليب الملتوية التي يلجأ إليها البعض في ثقب قساطل مياه الشرب «الوقافات » التي تحمل عدادات المياه عند مداخل الأبنية , الأمر الذي يزود قسم من الأهالي بالمياه ويحرم آخرين منها .
رئيس البلدية يقول : إن القرية تشرب المياه من بئر عين التنور , وخصص لقرية فيروزة أربعة أيام فقط بالأسبوع , وبالتالي فإن حصة كل حي من المياه مرة واحدة بالأسبوع .. ونوه إلى أن الآبار الموجودة ضمن المنازل أحدثت بشكل عشوائي .. إضافة إلى عدم وجود الوعي والإحساس بالمسؤولية عند البعض ساهم بافتعال أزمة حقيقية أثناء توزيع المياه..
لا حاويات حديثة
خلال تجوالنا في شوارع القرية وجدنا عددا ً من الحاويات أغلبها «براميل» , وترحل القمامة كل أربعة أيام مرة واحدة إلى مطمر تل النصر الذي يبعد عن فيروزة حوالي 15 كم ,ويؤكد رئيس البلدية أنه يوجد جراران زراعيان لهذه الغاية , إضافة إلى سيارة جمع وترحيل قمامة حديثة «هيدروليك» ولكن للأسف لا يوجد حاويات خاصة بالقرية..
ويضيف : إننا نعمل ما أمكن بالتعاون مع إحدى الجهات الخيرية المتطوعة على نشر الوعي البيئي لتعزيز آلية العمل لنظافة القرية وقد كان لها مساهمات حقيقية في هذا المجال ، مع الإشارة إلى أن مساحة القرية تبلغ ما يقارب 45 ألف م2 , وهي ذات صفة عقارية أحدثت عام 1998 , وتعاني البلدية من نقص عدد عمال النظافة , لكن وبشكل دوري وبمبادرات أهلية يتم المحافظة على نظافة القرية .
في الوقت الذي لا يلتزم فيه بعض الأهالي بالحفاظ على النظافة .. إذ كثيرا ً ما نجد أكياس القمامة مترامية على جوانب الحاوية وهي فارغة , وهذا ينم عن عدم الإحساس بالمسؤولية في النهاية ..؟!
النقل مؤمن
يذكر رئيس البلدية أنه يوجد 11 سرفيسا ً يعملون على خط فيروزة – حمص وذلك بعد فصله عن خط زيدل – فيروزة .. بهدف توفير الوقت والجهد والمال , في الوقت الذي أشار فيه بعض طلاب الجامعة أنه يتم نقل الطلاب صباحا حتى التاسعة فقط ويتوقف النقل ..
ونوه أحد المواطنين أن ابنته طالبة جامعية يضطر يومياً إلى أن يقصد المدينة لإحضارها لعدم التزام سائقي السرافيس بالتوقيت المحدد وتوقف عملهم عند الساعة الثانية والنصف ظهراً فقط .
عضو المكتب التنفيذي عن قطاع النقل بالمحافظة أشار إلى أنه يتم يومياً تخصيص شبه بولمان يقوم بنقل طلاب الجامعة من وإلى فيروزة .. وإن عدم التزام السائقين بالمواعيد صحيح لاسيما أن أجرة الذهاب والإياب من وإلى المدينة في فيروزة بعد الظهر لا تعادل تكلفة المازوت الخاص بالسرافيس وأن أجرة الراكب 50 ليرة لاغير الأمر الذي يضطرهم إلى القيام بذلك وتوفير ما لديهم من المازوت كون العمل في فترة بعد الظهر قابل للخسارة أكثر منه إلى الربح أو حتى تحقيق القيمة الحقيقية .
الطرق معبدة
من خلال المشاهدات يمكن القول إن الطرق معبدة حديثاً ويذكر رئيس البلدية أنه تم العام الماضي تعبيد شوارع القرية البالغ عددها 12 طريقاً , بطول 5ر2 كم تقريباً , وبتكلفة قاربت 120 مليون ليرة سورية بمعنى أن 80 % من طرق القرية تم ترميمها وتعبيدها مؤخراً كما يوجد ملحق جديد لترميم وصيانة بعض الطرق لوجود حفر فيها, أما الطرق الزراعية فهي ترابية غير ممهدة جيدا ً وواقعها سيئ.
لا وزن ولا نوعية
أكد البعض من أهالي القرية أن شكل رغيف الخبز يدعو «للحزن» نتيجة نقص وزنه الواضح فقد أصبح الرغيف بحجم رغيف الخبز السياحي مع اختلاف المواصفات فهو غير ناضج , وغير صالح للاستهلاك بعد ساعتين من تصنيعه لا أكثر .. يذكر رئيس البلدية أنه يوجد مخابز آلية خاصة عددها اثنان بالقرية ,ولكن إنتاجها من الخبز ليس كما يجب و يوجد 19 معتمداً لتوزيع الخبز خصص ثلاثة معتمدين للقاطنين في المزارع المحيطة بالقرية ,ومن جانب آخر إن كمية الدقيق المخصصة للمخابز غير كافية ولا تلبي حاجة جميع القاطنين ، حبذا لو تتم زيادته .
الغاز غير كاف
تمنع بعض من الأهالي عن الإجابة على بعض الأسئلة بحضور رئيس البلدية والبعض أكد أنه رغم العمل بالبطاقة الذكية فيما يخص المحروقات لكن المواطن يحصل على مادة الغاز المنزلي كل 45 يوما, وهي لا تكفي حاجة الأهالي ، ويوجد ثلاثة معتمدين لتأمين وتوزيع المادة وتباع بالتسعيرة المحدده .
لا مازوت زراعي
يفيد رئيس البلدية أنه تم توزيع المازوت المنزلي العام الماضي بنسبة 90 % للأهالي ودفعة واحدة فقط ، ولم يتم توزيع مازوت زراعي مطلقاً في الوقت الذي تعرضت المنطقة لارتفاع درجات الحرارة بعد أمطار غزيرة نمت فيها الأعشاب بشكل لافت .. وبالتالي عدم قدرة المزارعين على حصاد وحراثة الأراضي وهذا بدوره شكل خطراً من اندلاع الحرائق الأمر الذي اضطر المزارع إلى شراء مادة المازوت من السوق السوداء بأسعار خيالية اذ يباع كل 20 ليترا من المازوت بمبلغ 6000 ليرة سورية .
توسيع للشبكة
تم تزويد فيروزة بشبكة صرف صحي منذ فترة طويلة , والمشكلة أن الشبكة قديمة وقساطلها ذات أقطار صغيرة لا تخدم التوسع السكاني والعمراني الجديد.. الأمر الذي يتطلب استبدالها بأنابيب ذات أقطار أكبر ويؤكد رئيس البلدية أنه مؤخراً جرى توسع على الشبكة في مناطق التوسع إذ يبلغ طول شبكة الصرف الصحي بالكامل حوالي 24 كم وقدوم الوافدين للقرية شكل مشكلة في تأمين الخدمات لهم .
مركز صحي
يذكر مدير مركز فيروزة الصحي أنه يوجد في المركز عيادة أطفال وعيادة أسنان ومخبر, كما يضم المركز أربعة أطباء اختصاص عام وطبيب أطفال وأربعة أطباء اختصاص أسنان , ويوجد 22 ممرضة وممرضاً و صيدلية تخدم فيروزة والمزارع القريبة بها .
وأشار الأهالي أن المركز بحاجة اختصاصي تصوير ايكو وطبيب اختصاص نسائية .
ونوه رئيس البلدية : أنه يوجد لديهم 16 صيدلية تؤمن الأدوية على مدار الساعة للمواطنين في القرية والمزارع المجاورة لها .
استجرار عشوائي
تم تزويد قرية فيروزة بشبكة الكهرباء منذ سبعينيات القرن الماضي وهي هوائية وجرى عليها استبدال وتوسع وصيانة عند الحاجة وفي عام 2005 شهدت قرية فيروزة توسعاً عمرانياً لافتاً الأمر الذي استدعى التوسع في الشبكة , وأشار رئيس البلدية إلى الاعتداءات المتكررة على الشبكة و الإستجرار العشوائي خاصة في المزارع على أطراف القرية ويتم العمل للحد من ذلك , إضافة إلى سرقة الكابلات الكهربائية والذي لايزال حتى اليوم .
الخدمة مقبولة
تتبع القرية هاتفياً إلى مركز اتصالات حي الزهراء والشبكة الهاتفية أرضية وأعطالها قليلة وتلبي الحاجة , ويبلغ عدد المشتركين حوالي 3000 مشترك ..
تراجع المستوى
يوجد في قرية فيروزة ابتدائيتان ,وإعدادية وثانوية في مبنى واحد .. وقد أكد الجميع أن مستوى التعليم في القرية تراجع بشكل ملحوظ خلال سنوات الحرب لأسباب عديدة منها ما يتعلق بالهجرة وبالواقع المعيشي الصعب والوضع الاقتصادي وعدم القدرة على تحمل التكاليف الذي ساهم بدوره إلى تراجع المستوى العام للتعليم . ونوه رئيس البلدية أن الكوادر التدريسية الموجودة حاليا اختصاصية لجميع المواد بشكل لافت نتيجة لقرب القرية من المدينة وتوفر المواصلات ..
متفرقات
يقوم أهل القرية بزراعة الكرمة (عرايش) وهو محصول استراتيجي بالنسبة لهم وبأساليب زراعية حديثة تعتمد على الري بالشبكات الحديثة ورش المبيدات ,ومن أهم الأنواع الفيتاموني الأبيض والحلواني ويقوم أهل القرية ببيع منتجاتهم لداخل وخارج القرية بكميات جيدة وكبيرة كما يزرعون الزيتون واللوز وهي محاصيل ذات جدوى اقتصادية جيدة تساهم في تحسين الوضع المعيشي , و تبلغ المساحات المزروعة في فيروزة ما يقارب 40 الف دونم ..
يوجد جمعية فلاحية بالقرية يبلغ عدد الأعضاء التعاونيين فيها 360 عضواً وتعمل على تأمين البذار والأسمدة واحتياجات المزارعين حسب الطلب .
ويوجد بعض المنشآت السياحية الخاصة مع الأخذ بعين الإعتبار أن القرية مصنفة سياحياً , وهناك بعض الحدائق الصغيرة ولكنها غير مستثمرة كما يجب , ويوجد صالة تابعة للسورية للتجارة ..
مع قدوم فصل الصيف تكتظ قرية فيروزة بالزوار من المغتربين الأمر الذي يتطلب زيادة مخصصات الدقيق للمخابز ومراقبة آلية التصنيع من حيث الجودة والوزن .
حبذا لو يتم فصل شبكة مياه زيدل عن شبكة المياه الخاصة بفيروزة إذ أن ذلك يضعف عملية الضخ ويحرم بعض السكان منها ..ومحاسبة كل من يتجاوز التعليمات وملاحقة كل من يخالف القانون وردعه بشتى السبل ..لاسيما ان مياه الشرب لاتصل سوى مرة واحدة بالأسبوع .
قامت مختلف الفعاليات البيئية والشعبية والرسمية خلال شهر نيسان من العام الجاري بإزالة الأعشاب المنتشرة وترحيلها في إطار عمل طوعي منعا لاندلاع الحرائق .
يجري اليوم العديد من أعمال الصيانة بقيمة 500 ألف ليرة سورية لإنارة كامل القرية ,وهذا المبلغ عبارة عن تبرعات من الأهالي والمغتربين.
يتم تعزيل المصارف المطرية بشكل دوري خلال موسم الصيف والشتاء ولكنها غير كافية فالقرية بحاجة لعدد إضافي من المصارف لتستوعب كميات الأمطار الهاطلة خلال فصل الشتاء سنويا ..
تقوم البلدية حالياً باستثمار حديقة مبنى البلدية بالتعاون مع جمعية فيروزة الخيرية وذلك باستثمار مطعم وإحداث نافذة واحدة لخدمة المواطن بعد الانتهاء من دراسة الجدوى الاقتصادية
يطالب الأهالي تزويد القرية بعدد كبير من الحاويات ..
قامت جمعية فيروزة الخيرية برفد مبنى المركز الصحي بمبنى آخر مؤلف من ست غرف إضافية وتوسيع المركز بتكلفة قاربت 11 مليون عام 2011 .
كما تم التبرع للمركز بأجهزة تحاليل خاصة بالمخبر لتحاليل السكر والبول.
تسعى البلدية لأن يكون الترحيل مرتين في الأسبوع وليس مرة واحدة فقط.
تحقيق وتصوير : نبيلة إبراهيم