كان التطبيب عند الأمم القديمة في التداوي هو الأعشاب و النباتات واستمر ذلك حتى بداية القرن التاسع عشر حيث بدأ الاهتمام به ينحسر و ذلك مع ازدهار علم الكيمياء الذي توصل إلى تحليل الأعشاب و معرفة العناصر و المواد الفعالة و تركيبها الكيميائي و بعدها تبين أن العلاج بالأدوية الكيماوية يؤدي في كثير من الأحيان إلى اختفاء أعراض المرض بينما يبقى المرض كامناً و يتحول إلى مزمن و ظهور أمراض جديدة لم تكن معروفة من قبل مما شجع العلماء على العودة إلى الطبيعة الأم ” الأعشاب و النباتات ” كمصدر بديل لذلك يطلق عليه في الغرب الطب البديل.
عن أهمية و فائدة استخدام بعض أنواع النباتات و الأعشاب في معالجة الكثير من الأمراض تحدث المهندس الزراعي صباح الهمة فقال : منذ عدة سنوات وجهت منظمة الصحة العالمية دعوة إلى دول العالم بالعودة إلى الطبيعة و التداوي بالأعشاب و النباتات التي تقسم إلى قسمين وهي نباتات طبية و عطرية و نباتات سامة و هناك طرق متعددة لصناعة الأدوية من النباتات فالبعض منها يستخلص من نبات واحد و أدوية مركبة تصنع من أكثر من نبات..
و هناك نباتات تكون أكثر فائدة من غيرها لذلك و عند تعذر الشفاء من دواء مقرر يمكن أن يستعمل مزيج من النباتات في معالجة المرض و هذا المزيج من الأعشاب تعتمد فعاليته على مهارة و خبرة من يقوم بإعداده و يجب تحديد الجرعة العلاجية بدقة و التقيد بها مع الأخذ بعين الاعتبار جنس المريض وسنه ووضعه الصحي وعلى سبيل المثال المرأة في الأشهر الأولى من الحمل يجب أن تمتنع عن تناول كميات كبيرة من النباتات الحاوية على زيوت طيارة كالبصل مثلاً.
ومن الجدير ذكره أن معظم الأدوية النباتية ذات تأثير بطيء قد تطول المدة إلى عدة أسابيع وإذا لم يحصل تحسن خلال ذلك فمن الأفضل تبديل الدواء بغيره وإذا وصل التحسن إلى حد معين ولم يتم الشفاء فمن المستحسن التوقف عن استعمال الدواء ومن ثم العودة إليه بعد مضي حوالي أسبوعين حيث يصبح الدواء مفيداً وفعالاً.
أما فيما يتعلق بتخزين النباتات الطبية بعد تجفيفها فإن معظم هذه النباتات تفقد نتيجة تجفيفها بعض وزنها وإذا كان التجفيف وفقاً للطرق الصحيحة والشروط المناسبة فإن النباتات تحافظ على لونها الأصلي ورونقها وتحتفظ بالمواد الفعالة فيها لمدة سنة واحدة ،وطريقة التخزين تعتمد على وضع النبات في وعاء زجاجي أو علب كرتونية أو معدنية ويلصق على كل وعاء بطاقة يدون عليها اسم النبات وتاريخ جمعه أو وضعه في الوعاء وعند حصول تغيير في لون النبات أو ظهور الرطوبة عليه أو تعفنه يجب رمي النبات وعدم استعماله.
وهناك عدة طرق لتجفيف النبات و هي الأكثر شيوعاً وسهولة وخاصة في بلادنا و هي
التجفيف بالهواء الطلق , والتجفيف بالظل , و التجفيف بتيار الهواء الساخن.
وتختلف أجزاء النباتات والأعشاب الطبية باختلاف وجود المواد الفعالة فيها التي يمكن أن تكون موجودة في كامل النبات أو في بعض الأجزاء منه كالجذور-القشور-البراعم –البذور –الأوراق…الخ
رفعت مثلا